هل كان الهجوم على هواتف ابل مؤامرة أم أنها تستحق ذلك


أصبح الكثير منا الآن يعرف عن مشكلة ابل وتصريحها المستفزة لعدد كبير من مستخدميها الذي ظهر في أحد بياناتها السابقة بأنها تعمدت إصدار التحديثات الجديدة في برامج التشغيل من أجل إبطاء نظام عمل المعالجات، وقد جاء هذا التصريح بشكل رسمي منتهكًا جميع حقوق المستهلك، وقد بررت ابل هذا التصريح بأنها كانت تقصد بهذا الفعل أن تقوم بتقليل أداء الهواتف تدريجيًا بدلًا من توقف البطاريات القديمة عن العمل بشكل مفاجىء، ولكننا نرى أنه عذر أقبح من ذنب، كما أن العديد من المستهلكين كانوا يتوقعون حدوث هذه المشاكل قبل صدور التحديث الجديد، وذلك بسبب حدوث هذه المشكلة من قبل مع الهواتف الأقدم، ويبدو أن أبل تقوم بذلك في كل مرة لتدفع مستخدميها على شراء الهواتف الأحدث وهو ما أدى بالعديد من المستخدمين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى رفع دعاوى قضائية ضد الشركة بسبب ما قالته، ولكن دعونا الآن نسأل السؤال الذي دائمًا ما يخطر ببال البعض عند تورط أي جهة أو شركة كبرى في مشكلة كبيرة كهذه المشكلة، هل وقعت ابل في فخ المؤامرة؟

اقرأ أيضًا: تقرير: هاتف iPhone X الأعلى مبيعًا في إنجلترا واليابان والصين



قد يرى البعض أن هذه المشكلة التي ظهرت لم تأتِ بمحض الصدفة، بل هي نتاج العديد من الشائعات والتقارير والأخبار السابقة التي أثارتها العديد من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعية حول ابل وما تقوم به من سياسات لدفع المستخدمين لشراء هواتفها الجديدة، وقد ارتفعت وتيرة هذه الأصوات خصوصًا بعد إعلان الشركة الأمريكية عن هاتفها الشهير iPhone X الذي اعتبره البعض ثورة تقنية جديدة في عالم الهواتف الذكية، ولكنه جاء بسعر مبالغ فيه للغاية، مما شجع البعض على زيادة حدة الانتقادات السابق ذكرها.

اقرأ أيضًا: اغراءات ابل مستمرة.. تعطيل تباطؤ المعالج مع التحديث الجديد لنظام التشغيل iOS



ودليل على ما حدث أن تصريح ابل الأخير لم يكن وليد الصدفة، فقد جاء بناءً على ما ظهر على موقع Reddit الاجتماعي، إذ أن مستخدميه قد اكتشفوا أن بعد استبدال بطارياتهم القديمة ببطاريات جديدة استطاعت هواتفهم أن تعمل بشكل أفضل،، وهي هواتف iPhone SE و iPhone 6 و iPhone 7، مما دفع شركة Primate Labs بالقيام بتحليل بيانات الاستهلاك لهذه الهواتف، واكتشفت حينها أن السر في بطئ هذه الهواتف بعد فترة، هي ما تقوم به ابل من تحديثات لبرامج التشغيل.

اقرأ أيضًا: ابل تستعد لاطلاق تحديث IOS 11.2.5 لارضاء مستخدمي هواتف ايفون



ولذلك قد يقول البعض أن الشركة الأمريكية قد تتعرض بالفعل لمؤامرة نتيجة الشائعات ومواقع التواصل الاجتماعية التي وضعتها أمام هذه المشكلة، وبوجهة نظري الشخصية لا أظن أن ابل قد تعرضت لمؤامرة، أو ربما يكون مصطلح مؤامرة في حد ذاته مصطلح خاطىء، فما تراه ابل مؤامرة عليها، وتقف أمامه في وضع الدفاع السلبي، نراه نحن انتصارًا للمستهلكين في جميع أنحاء العالم، فالمستهلك في جميع الأوقات هو العامود الفقري لهذه الشركات، وبدون أن يقوم المستهلك بعمليات الشراء المتتالية لن تستطيع الشركة الدخول في المنافسة العالمية، وهو ما يبيح للشركات الكبرى استغلال هذا المستهلك والحصول على أمواله بأي طريقة، وقد كانت طريقة ابل هنا هي إضعاف الهواتف القديمة ليقوم المستهلك بشراء الهواتف الجديدة، وهو ما ستقوم به الشركة في المستقبل أيضًا مع هواتفها الجديدة لدفع المستهلكين لشراء هواتف أحدث منها، وذلك إذا لم يستطع المستهلكون إيقافها عند حدها في هذا الأمر.
 وجدير بالذكر هنا أن نذكر بعض الاتجاهات والآراء التي تدعي بأن العديد من شركات الهواتف الذكية تملك العديد من التقنيات الحديثة قبل إصدارها بوقت طويل، ولكنها تقوم بطرح بعض هذه التقنيات شيئًا فشيء بمعدل بطيء، في خطة طويلة المدى، لتقوم بجذب المستهلك الذي يقوم بشراء هاتف ما لأنه يأتي بإمكانيات جديدة رائعة، ومن ثم تقوم بطرح هاتف أفضل بتقنية جديدة بسيطة تميزه عن الهاتف السابق ليقوم هذا المستهلك بشراء الهاتف الجديد، وتتوالى هذه العملية عدة مرات مع بعض التقنيات واحدة تلو الأخرى، وذلك جنبًا إلى جنب مع عملية إبطاء الهواتف القديمة، مما يشجع المستهلك على الشراء دومًا، حتى ولو لم يكن في حاجة لذلك.
ونحن لا نقصد هنا أن ندعوكم إلى عدم تحديث هواتفكم الذكية بأحدث التقنيات المبهرة، ولكننا نقوم بتحليل الأمور لمعرفة ما إن كانت هذه مؤامرة حقًا على ابل كما يدعي البعض، أم أن هذا مؤشر لزيادة لوعي المستهلكين بحقوقهم تجاه الشركات الكبرى، وأخيرًا نأمل أن تكون هذه الحادثة بمثابة موعظة للشركات المصنعة للهواتف الذكية حتى لا تقوم باستغلال مستهلكيها فيما بعد بهذه الطرق.

كتبت- ميّ نور.



يمكنك شراء الهاتف الان من
التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.