أصدر مركز "كانتار" البحثي، تقريرًا عن سوق الهواتف الذكية حول العالم في الفترة من سبتمبر وحتى نوفمبر من العام الماضي، وهو التقرير الذي شهد أداءً غير ثابت من هواتف آيفون، على الرغم من طرح 3 هواتف أخيرة للشركة الأمريكية الرائدة.
وأوضح التقرير انخفاضًا في سوق هواتف أبل في الأسواق الأوروبية وخاصة دول مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، بنسبة 0.6% لتصل إلى 23.9%، فيما انخفضت النسبة في السوق الأمريكي بنسبة 3.8% لتصل إلى 39.8% في بلد الشركة الأم، في حين تمكنت من التغلب على هواتف أندرويد في الأسواق الحضريّة في الصين، بارتفاع قدره 4.6% لتصل إلى نسبة 25% هناك.
وتبعًا لما قاله مدير مركز "كانتار"، دومينيك سانيبو، فإن أبل صارعت لتحقيق أثر على المستوى العالمي، حيث رأت بعض المؤشرات الإيجابية في السوق البريطاني، حيث حققت أعلى حصص السوق لفترة طالت إلى 3 سنوات متتالية، فيما وصلت إلى نسبة 49.4% من حصة السوق الإنجليزي، بمبيعات هاتف iPhone X الجديد، حاصدة 14.4% من حصة السوق في الفترة من سبتمبر وحتى نوفمبر من العام الماضي.
الهاتف الذي حقق نجاحًا في السوق الإنجليزي، هزمه نظيريه الأقل iPhone 8 وiPhone 8 Plus، في السوق الأمريكي، لكنه في النهاية يعد نجاحًا على هاتف سامسونج المنافس Galaxy S8، والذي حل في المركز الثالث في الهواتف الأفضل مبيعًا.
iPhone X، حل في مقعد الأفضل مبيعًا خلال شهر نوفمبر، في اليابان كذلك بنسبة 18.2%، يليله iPhone 8 بنسبة 17.2%، فيما تأتي المفاجأة بنجاح هاتف iPhone X في السوق الصيني بشكل كبير حاصدًا نسبة 6.0% من الحصة السوقية، فيما أخفق الهاتف الأخير لشركة أبل في الأسواق الأوروبية والسوق الأمريكي، مقابل إصدارات أقدم لهواتف آيفون، فيما حصدت الشركة الأمريكية مستخديمن جدد تحوّلوا من شركات هواوي وشاومي وسامسونج في السوق الصيني، وهو امر مبشّر للشركة الأمريكية.
ويبدو أن التقارير تتنبّأ بعامٍ جيّد لشركة أبل في 2018، تابعًا لنجاح العام الماضي، حيث توقع تقرير عن مركز "تريندفورس" أن عام 2018 سيكون عامًا جيدًا لشركة الهواتف الأمريكية أبل ، إلا أنه لن يكون كذلك بالنسبة للعملاقة الكورية سامسونج، إذ يتوقع أن يزيد حجم مبيعات هواتف آيفون من العملاقة أبل، في حين ينخفض حجم مبيعات هواتف سامسونج مقارنة بالعام الماضي، إذ يشير التقرير إلى زيادة تكاليف إنتاج الهواتف على كافة المصنعين عمومًا، ما سيضيف أعباءً وضغوط أكبر على حجم المبيعات، التي ستتأثر بالطبع.
ويقول التقرير إن إجمالي حجم مبيعات الهواتف الذكية العام الماضي بلغ 1.46 مليار وحدة، بزيادة قدرها 6.5% عن العام 2016، مشيرًا إلى أن تلك الزيادة كانت بسبب العلامات التجارية للهواتف الذكية في السوق الصيني، والتي وفرت عدد كبير من الهواتف دخل الفئة المتوسطة، وهي أكثر الفئات إقبالًا وتأثيرًا على حجم مبيعات الهواتف الذكية حول العالم، مضيفًا أن إنتاج هواتف أبل ارتفع العام الماضي بنسبة 3% مقارنة بعام 2016، ومتوقعًا نمو أكثر لهواتفها العام الجاري، قد يصل إلى 7.5%، فيما توقع التقرير زيادة تلك النسبة إذا لم تكن هناك حدودًا تقنية لإنتاج هواتف iPhone X للعام الحالي.
نفس نسبة الارتفاع في الإنتاج 3%، شهدتها سامسونج العام الماضي كذلك، لكنها قد تشهد انخفاضًا بنفس النسبة في العام الجاري 2018، على الرغم من مكانتها على عرش سوق الهواتف الذكية عالميًا، وهذا بسبب ما ذكره التقرير أنه للتحديات الكبيرة والمنافسة الشرسة من الشركات الأخرى، خاصة أبل في سوق الهواتف الراقية، والشركات الصينية فيما يخص الهواتف بنظام أندرويد.
ويلخص التقرير الأسباب التي تقود أبل إلى النمو المتوقع للعام الحالي، أنها بتحسين الشركة لتقنية التعرف على الوجوه الجديدة، وتقنيات العرض فيما يخص نسبة أبعاد الشاشة وفئتها،وكذلك زيادة مساحة ذاكرة هواتفها، إذ أنها لا تدعم بطاقة ذاكرة خارجية، وكذلك إطلاقها لهاتف iPhone SE الجديد للمنافسة في سوق الهواتف المتوسطة
وأوضح التقرير أيضًا أن زيادة إنتاج الهواتف عالميًا في عام 2017، كان بسبب شركات الهواتف الذكية الصينية، والتي قدمت إنتاجًا هائلًا من الهواتف ذات الفئة المتوسطة، حيث شهدت شاومي وحدها زيادة في إنتاجها للهواتف الذكية بنسبة 76%، ومن المتوقع أن تواكب شركات؛ أوبو وفيفو الحصة السوقية للشركة الصاعدة شاومي.
كتب- أحمد سليمان