هواتف بدون بطارية .. هل يمكن أن تصبح تقنية المستقبل؟


أصبحت واحدة من مستلزمات الحياة اليومية التي لا يمكن التخلي عنها، والتي تعد أيضًا في كثير من الأوقات، حلم بعيد المنال، هي بطارية يستمر شحنها ليوم كامل، دون الإخلال بيوم جيد للمستخدم وتركه ببطارية فارغة ومصدر شحن بعيد المنال.

إلا أن هذا القلق المشترك عالميًا بشأن نفاذ البطارية، قد يكون على مقربة من التلاشي، إذ ابتكر باحثو جامعة واشنطن، هاتف جديد قليل استهلاك الطاقة إلى حد كبير، كما انه لا يعتمد على الكهرباء كمصدر للطاقة، لكنه يعتمد على شيء لا يمكن أن يكون بعيد المنال أينما كنت، وهو الهواء، ولا نطلق هنا دعابة ما، لكن الهاتف الذي يفتقر إلى شاشة تعمل باللمس أو اتصال بالإنترنت، ويكتفي فقط بالاتصال والاستقبال، يعتمد على موجات الراديو المحيطة، وكذا الموجات الصوتية والتي لن تكون بعيدة في وجود صوت المستخدم أو الضوضاء المحيطة.
Related image
ويستهلك الهاتف الذي طوره باحثو جامعة واشنطن، حوالي 2 أو 3 ميكرووات، ويعمل عند وجوده في مجال محطة أرضية لإرسال موجات الراديو، ما يمكنه من اكتساب الطاقة الكافية لإجراء مكالمة هاتفية او استقبال أخرى.

 انظر أيضًا:

ويعتمد الهاتف على آلية مبتكرة تستمد الطاقة من إشارات الضوء والراديو المحيطة، عبر خلية دقيقة، لا يتخطى حجمها إنشاتٍ قليلة، ويعتمد النموذج الأولي على تقنية التناظرية بدلا من القدرات الرقمية للتواصل، نظرا إلى حاجة الهواتف المحمولة لكمية كبيرة من الطاقة للأخيرة، لذا فإن القدرة على التواصل باستخدام التكنولوجيا التناظرية، يعتبر أكثر كفاءة في مجال استهلاك الطاقة، غير أن المكالمة الهاتفية عبر الهاتف الجديد، قد تكون ضعيفة الاستقبال، ولكنها تعمل بشكل لا بأس به.

ولصعوبة إرسال واستقبال الإشارات عن طريق الهاتف في نفس الوقت، يقوم المستخدم بالضغط على زر معين للتحدث إلى المتصل، ثم ترك  الزر لانتظار الرد من الطرف الآخر، في تقنية أشبه بجهاز اللاسلكي الذي يعمل بنفس التقنية ولكن عن طريق مدى قصير، غير أن الباحثون طوروا تلك الفكرة بشكل يمتد إلى مسافات بعيدة. 
 Image result for Battery-Free Cell Phone

انظر أيضًا:
ربما تكون خصائص النموذج الأولي، بدائية وغير عملية في إطار الخاصية الجديدة، لكن المختصين يؤكدون أن الهاتف الجديد يشكل خطوة أولى لتطوير آخر لا يحتاج إلى بطارية بشكل كامل، ويعمل دون أي محطات مرفقة، ويعتمد فقط على الطاقة الموجودة في الضوء وإشارات الراديو، وقد تمكن الباحثون من إجراء واستقبال مكالمات صوتية من خلال الهاتف، ويسعون إلى تطوير قدراته لتشمل إضافة شاشة وتوفير ميزة مكالمات الفيديو.
ودعمًا للتقنية الجديدة، كان نفس الفريق من جامعة واشنطن، كشف في وقت سابق من العام الحالي، عن تقنية متطورة يمكن عن طريقها تحويل الأشياء العشوائية العادية حولنا إلى محطات راديو، اعتمادًا على تقنية "الارتداد المبعثر"، وبهذا لن تكون تقنية الهاتف دون بطارية محدودة الاستخدام بأبراج اتصال عبر "سكايب" في ظل التقنية الاخيرة، وعنها يقول شيام جولاكوتا، الأستاذ المساعد لعلوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة واشنطن إنهم يرغبون في أن تكون المدن والأشياء اليومية الموجود في البيئة المحيطة، أداة لإرسال المعلومات إلى الهاتف أو السيارة على سبيل المثال.

 انظر أيضًا:

ويقول الباحثون إن هناك خطط لتطوير مزيد من النماذج مع شاشة منخفضة الطاقة للرسائل النصية، وكاميرا أساسية، فيما يطورون نسخة من الهاتف الخالي من البطارية، تستخدم خلية شمسية صغيرة لتوفير الطاقة.
جهود مماثلة تعمل بالتوازي مع تلك التقنية، في مجال تطوير البطاريات وآليات شحن الهواتف المحمولة، إذ طور باحثون في جامعات بريستول وسوري في بريطانيا، مكثفات فائقة، يعتقدون أنها ستسمح في نهاية المطاف للأجهزة بشحنها في غضون بضع دقائق فقط.

كتب- أحمد سليمان



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.