هل نحتاج بالفعل لهواتف ذكية بذاكرة عشوائية سعتها 16 جيجابايت رام


كتب: خالد عاصم
في عام 2010 ظهرت العديد من الهواتف الذكية التي وصلت سعة ذاكرتها العشوائية إلى 12 جيجابايت رام مثل OnePlus 7T Pro وهاتف الألعاب Asus ROG Phone 2 وأيضًا Samsung Galaxy Note10 Plus وغيرها من الهواتف التي قفزت من حاجز 8 جيجابايت رام إلى 12 جيجابايت رام ولتعطي المساحة من تخيل ما ستتجه له الهواتف الذكية في عام 2020.
كانت العديد من التقارير تشير إلى أننا سنشهد خلال عام 2020 ظهور هواتف ذكية بذاكرة عشوائية تبلغ سعتها 16 جيجابايت رام، وبالفعل لم نحتاج للانتظار كثيرًا حيث أعلنت Samsung عن أول هاتف ذكي بذاكرة عشوائية سعتها 16 جيجابايت رام بإعلانها عن الهاتف الرائد شديد التميز Samsung Galaxy S20 Ultra أول هواتف العالم بإصدار بذاكرة عشوائية تبلغ هذه السعة الضخمة غير المتوفرة حتى في عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو المحمولة.
أمر رائع أن تصل الهواتف الذكية إلى مثل هذا المستوى من التطور والتقدم، ولكن بالفعل نحتاج إلى هاتف ذكي بهذه السعة الضخمة من الذاكرة العشوائية والتي وصلت مع هاتف Samsung Galaxy S20 Ultra إلى 16 جيجابايت رام؟ هل بالفعل تحتاج المهام التي ننجزها عبر الهواتف الذكية إلى هذه السعة الضخمة؟ هذا ما سنسعى للإجابة عليه من خلال هذا المقال مع شرح مبسط لعمل الذاكرة العشوائية وأهميتها في الهواتف الذكية.
هل نحتاج إلى هاتف بذاكرة عشوائية 16 جيجابايت رام
عندما نقوم بالضغط على تطبيق ما لتشغيله، يقوم نظام تشغيل اندرويد بتحديد مهمة واضحة لفتح هذا التطبيق وهنا تقوم بنية لينوكس المبني عليها نظام تشغيل اندرويد بالتحكم في موارد الهاتف والتي تتكون من المعالج المركزي والذاكرة العشوائية لتقوم بفتح التطبيق بأسرع وقت ممكن وبأكثر سلاسة ممكنة، وهو أمر يتم في غاية السهولة مع وجود معالج قوي وذاكرة عشوائية مناسبة، اما في حالة عدم توافر هذه الموارد الملائمة، فإن كيفية تعامل نظام التشغيل تختلف قليلًا.
في حالة عدم توافر المعالجة المركزي الملائمة فسيظهر ذلك بشكل واضح على الأداء، حيث سيستغرق تشغيل التطبيق المزيد من الوقت ولكنه في النهاية سيعمل ولكن أداء عمله سينخفض بشكل واضح، يختلف الأمر في حالة عدم توافر الذاكرة العشوائية المناسبة، حيث لن يعمل التطبيق إلا في حالة إتاحة المزيد من مساحة الذاكرة العشوائية المناسبة له وهو ما يمكن أن يحدث بطريقتين.
هل نحتاج بالفعل لهواتف ذكية بذاكرة عشوائية سعتها 16 جيجابايت رام
الطريقة الأولى والمعروفة باسم تبديل الذاكرة العشوائية zRam يقوم فيها نظام التشغيل بنقل بعض ملفات الذاكرة العشوائية الأخيرة إلى موقع على الذاكرة الفعلية للهاتف، ثم يقوم بالتبديل بينها وبين الذاكرة العشوائية الفعلية عند الحاجة، بمعنى أنه إن قمت بتشغيل تطبيق ثم قمت بتشغيل تطبيق آخر يحتاج إلى المزيد من مساحة الذاكرة العشوائية، حينها يقوم اندرويد بنقل بيانات تشغيل التطبيق الأول إلى الذاكرة الفعلية لإفراغ مساحة للتطبيق الثاني، وفي حالة العود إلى التطبيق الأول يقوم النظام بإعادة هذه البيانات مرة أخرى إلى الذاكرة العشوائية.
بعض الهواتف لا تدعم هذه الخاصية، كما أنها قد لا تكون كافية في بعض الأحيان لتشغيل بعض التطبيقات المعقدة أو الثقيلة، وهنا يتجه نظام التشغيل إلى غلق التطبيقات العاملة في الخلفية لإفساح المزيد من المساحة، فهنا في حالة تشغيل تطبيق جديد يحتاج إلى مساحة من الذاكرة العشوائية، يقوم اندرويد بالبحث في التطبيقات القديمة التي لا تزال تعمل في الخلفية ليقوم بغلق أقدمها وإزالتها من الذاكرة العشوائية لخلق المساحة الكافية لتشغيل التطبيق الجديد.
أسوأ السيناريوهات هي عندما تحتاج إلى تشغيل تطبيق ضخم مثل الألعاب الكبيرة مع تشغيل عدد كبير من التطبيقات في الخلفية وهو ما سيدفع اندرويد لغلق المزيد من التطبيقات مما يؤدي إلى إعادة تشغيلها كليًا مرة أخرى في حالة ما إن كنت تحتاج للعودة إليها وهو ما سيعني تجربة استخدام سيئة للغاية للهاتف، وهنا ما من حل سوى زيادة سعة الذاكرة العشوائية، ولكن إلى أي حد؟
هل نحتاج بالفعل لهواتف ذكية بذاكرة عشوائية سعتها 16 جيجابايت رام
لنتمكن من حساب الذاكرة العشوائية الأنسب، علينا أولًا أن نعرف المساحات التي تشغلها التطبيق والألعاب من الذاكرة العشوائية، فالتطبيقات العادية مثل تطبيقات الإنتاجية وتحرير الصور والتواصل الاجتماعي وبعض الألعاب المتوسطة لا تشغل سوى مساحة تبلغ حوالي 400 ميجابايت لكل تطبيق، مما يعني أنه إن كان هاتفك يتضمن ذاكرة عشوائية سعتها 6 جيجابايت رام مثل Xiaomi Mi 9T ويبقى منها 3.5 جيجابايت للتطبيقات، فستتمكن من تشغيل قرابة تسعة تطبيقات في الوقت نفسه دون الحاجة لغلق أي منها وهو ما يعني حرية التبديل بين هذه التطبيقات بسلاسة ودون إعادة تحميلها مرة أخرى.
بعض الألعاب تستغل ما هو أكثر من ذلك بكثير، فلعبة Asphalt 9 تحتل مساحة تبلغ 1 جيجابايت رام بينما لعبة Real Racing تستحوذ على مساحة تبلغ 1.4 جيجابايت رام اما لعبة Fortnite فتبتلع مساحة تبلغ 1.7 جيجابايت رام من الذاكرة العشوائية للهاتف، إذًا إن كنت تمتلك هاتف بذاكرة عشوائية تبلغ سعتها 8 جيجابايت رام مثل Huawei P30 Pro أي 5 جيجابايت رام فارغة لتشغيل التطبيقات، فستتمكن من تشغيل قرابة عشرة تطبيقات ولعبة كبيرة في الوقت نفسه دون أي مشكلة.
هل نحتاج بالفعل لهواتف ذكية بذاكرة عشوائية سعتها 16 جيجابايت رام
أما في حالة امتلاكك لهاتف بذاكرة عشوائية تبلغ سعتها 12 جيجابايت فستتبقى لك أكثر من 8 جيجابايت رام فارغة لتشغيل التطبيقات وهو ما يعني تشغيل أكثر من 12 تطبيق ولعبة متوسطة بالإضافة إلى لعبتين كبيرتين، وهو أمر ضخم، ضخم حتى على من يستخدمون هواتفهم بكثرة ودون الحاجة لإفراغ مساحة الذاكرة العشوائية بين حين والآخر.
هل ستمكنك الذاكرة العشوائية سعة 16 جيجابيت رام من القيام بالمزيد؟ نعم بكل تأكيد، ولكن هل تحتاج إلى هذا المزيد حقًا؟ على الأغلب لا، فأغلب الخبراء وبناء على الحسابات التي قمنا بها منذ قليل يؤكدون أن ذاكرة عشوائية سعتها 8 جيجابايت رام قد تكون أكثر من كافية لاستخداماتك.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.