هل من الضروري امتلاك هاتف بخاصية عرض HDR ؟


أصبح امتلاك هاتف ذكي يحتوي على ميزة العرض بنطاق ديناميكي عالي أو كما يطلق عليه (HDR)، من المتطلبات التي يحلم بها أي مشتري لجهاز جديد، نظرًا لما تحتوي عليه تلك الميزة من عرض محتوى بنطاق ألوان عالي، يسمح برؤية ألوان زاهية، تعطي الصور مظهرًا أكثر وضوحًا وجمالًا.
ولكن يبدو أن هناك وجه آخر للأمر، فعلى الرغم من تلك المزايا التي توفرها خاصية النطاق الديناميكي العالي، إلا أنها تتطلب ظروف وأجواء بمعايير محددة، حتى تتمكن من توفير شكل جيد حقيقي للمستخدم.
فهل وجود النطاق العالي يؤثر في قرارك الخاص بالهاتف في الوقت الحالي ؟

اقرأ أيضًا:
الهند تتغلب على الولايات المتحدة لتصبح السوق الثاني للهواتف على مستوى العالم

الثبات أم التنقل



في المنزل، يقوم عشاق خلق تجربة سمعية وبصرية فريدة بتوفير أجواء مثالية لأجهزة التلفاز التي توفر ميزة العرض بنطاق ديناميكي عالي، HDR TV، من حيث أضواء الغرفة التي تكون موجودة بمعايير معينة، بالإضافة إلى وضع التلفاز داخل الغرفة، وزاوية جلوس المتفرج، والتي تسمح جميعًا إلى مشاهدة ممتعة فعلًا.
أما في الهواتف، فالأمر مختلف كثيرًا، حيث تعتمد عقيدة الهواتف في الأساس على التنقل في كل مكان، واصطحاب المستخدم أينما ذهب، مما يتعارض بشكل كلي مع المبدأ الأساسي للنطاق الديناميكي العالي الذي يستلزم معايير محددة، فعندما يشاهد المستخدم في هاتفه أي محتوى بنطاق عالي، يمكن وقتها أن يكون في العمل أو الشارع أو نائمًا في السرير، وهو يجعل زاوية الرؤية صعبة وغير ناجحة.
بالإضافة إلى اختلاف شكل الإضاءة في كل مكان يذهب إليه المستخدم عما كان في المكان السابق، وهو ما يؤثر بالتأكيد أيضًا على ظروف المحتوى المعروض، مهما كانت شاشة تتمتع بمواصفات مثالية.

مشكلة السطوع



تتطلب خاصية العرض بنطاق ديناميكي عالي مواصفات خاصة جدًا في الشاشة التي يتم العرض عليها، من بينهما شاشة عالية السطوع، حتى تتمكن في عرض المحتوى الذي يكون فيه التباين مرتفع بشدة.
ويحتاج رفع سطوع الشاشة إلى أقصى مستوياته إلى استهلاك قدر كبير جدًا من الطاقة الكهربية في الهاتف، وهو الأمر الذي يقوم باستهلاك البطارية بشكل سريع للغاية، وهو أيضًا ما يتنافى مع احتياجات المستخدمين، في عمل البطارية أكبر قدر ممكن من الساعات المتواصلة، وعدم التأثير على عمر البطارية.

اقرأ أيضًا:
مميزات وعيوب الهاتف Sony Xperia Z5 Premium

مصادر عرض قليلة



القليل من المنصات التي تسمح بعرض محتوى فيديو بنطاق ديناميكي عالي، وهم: "يوتيوب" و"نيتفليكس" و"أمازون برايم فيديو" و"جوجل بلاي موفيز"، بالإضافة إلى هواتف قليلة جدًا التي تدعم تلك الميزة، وهي: Galaxy S8 و Galaxy S8 Plus و Galaxy Tab S3 و LG G6 و LG V30 و Sony Xperia XZ Premium و Xperia ZX1 و هاتفي Pixel و Pixel XL، ولكن مع موقع "يوتيوب" فقط.

حساب الأولويات

امتلاك هاتف يحتوي على عرض بنطاق ديناميكي عالي يضع أمامه عدد من السلبيات الوارد ذكرها، ولكنه دون شك يوفر تجربة مشاهدة ممتعة عندما يتوفر له الظروف المثالية، أما الشاشة الشاشة التي تعرض بنطاق ديناميكي قياسي أو (SDR)، فإنه يوفر عرض جيد جدًا ولكن دون نفس المشكلات.
إن كانت الأولويات لديك تتمثل في صورة عالية الجودة، دون وضع البطارية وباقة الإنترنت الموجود، فعليك بالفعل اختيار النطاق الديناميكي العالي، أما إن كان عمر البطارية يأتي في حسابك أولًا وسرعة الإنترنت لديك ليست عالية، فلابد لك في تلك الحالة أن تشاهد المحتوى بنطاق ديناميكي قياسي.

اقرأ أيضًا:
أفضل 5 هواتف Tecno بأسعار تتراوح بين 2000 إلى 5000 جنيه مصري

على الجانب الآخر، يحرص عدد كبير من مستخدمي الهواتف الذكية، على الحفاظ على بطارية أجهزتهم من التلف سريعًا، لأنها تأتي في المقام الأول، وقد أكدت دراسة حديثة أن شحن البطارية ليلًا أثناء النوم هي العادة الأكثر انتشارًا بين مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم، وذلك لعدة أسباب، أبرزها: الاستعداد صباحًا للانطلاق إلى العمل أو أماكن الدراسة، مما يؤدي إلى امتلاء البطارية أثناء خمول الهاتف تمامًا في هذا التوقيت لنوم صاحبه.
ويظن البعض أن امتداد أو طول فترة الشحن من شأنه أن يعطي وقت أطول أثناء استخدام الهاتف، ويزيد من عمر البطارية، ولكن كشفت صحيفة "صن" البريطانية العكس تمامًا في دراسة أعدتها، تؤكد أن وضع الهاتف في الشاحن لساعات طويلة، واتصاله بالطاقة الكهربية، يسبب تلف البطارية على المدى البعيد.

اقرأ أيضًا:
بكاميرا أمامية 20 ميجابكسل.. اوبو تعلن رسميًا عن الهاتف Oppo F5

وحسب ما جاء في التقرير المنشور، فإن اتصال الطاقة الكهربية بالبطارية لوقت طويل، يؤثر على خلايا تلك البطاية، مما يؤدي إلى عدم قدرتها على الاحتفاظ بالشحن الموجود داخلها لفترة طويلة، وهذا سيتسبب بالطبع في نفاذ الطاقة الكهربية الموجودة بالهاتف في وقت قصير جدًا.
ويوصي خبراء تقنيات الشحن أن يقوم المستخدم بإيصال الهاتف وهو مستيقظ بالشاحن، ومتابعته حتى تصل البطارية إلى 100% من الطاقة الكهربية، ثم يقوم المستخدم بفصله في الحال، لأن المعدل الطبيعي لشحن بطارية الهاتف أثناء النوم، قد يؤدي إلى وصول فترة الشحن إلى 3 أو 4 أشهر في العام الواحد.


وبجانب شحن البطارية لفترات طويلة، هناك أيضًا عدد من العادات السيئة الأخرى التي يقع فيها مستخدمو الهواتف الذكية، تؤدي إلى قصر عمر البطارية وتلفها بسرعة، والتي يقومون بها من أجل عمل الهاتف بشكل مستمر، نظرًا لأهمية الهواتف الذكية في الوقت الحالي سواء من أجل العمل أو الترفيه.
وتأتي على رأس تلك العادات السيئة، شحن البطارية المصنوعة من ليثيوم-أيون حتى تصل إلى 100%، لأن الجهد العالي يؤثر على عمرها، بالإضافة إلى أهمية شحن الهاتف عدة مرات في اليوم الواحد، حيث أكدت الدراسات أن شحن البطارية أكثر من مرة في اليوم، أكثر فائدة من شحن البطارية مرة واحدة عند نفاذها تمامًا أو وصولها إلى 10% فقط.
والنصيحة الأهم كانت التي قدمتها شركة ابل الأمريكية، وهي ضرورة حفظ الهاتف بعيدًا عن أي مصدر حرارة أثناء شحنه، لأن الهواتف الذكية حساسة بشدة للحرارة، ويجب على المستخدم أن ينزع الشاحن في الحال، إذا شعر المستخدم أن الهاتف في حال سخونة مستمرة.
الشركة الأمريكية على وجه الخصوص قد واجهت مشاكل عديدة في بطاريات هواتفها، ولكن تفاقمت المشكلة بشكل أكبر  مع بداية استخدام نظام تشغيل iOS 11 الجديد، وتأكيدات المستخدمين أن نظام التشغيل يقلل من عمر البطارية.

اقرأ أيضًا:
لمستخدمي هواتف ابل.. بعض تطبيقات iPhone قد تستولي على صورك

ونقدم عدد من النصائح لمستخدمي هواتف iPhone على وجه الخصوص؛ لتحسين أداء البطارية، أهمها: تقليل استخدام التطبيقات التي تستخدم طاقة كبيرة من البطارية، عن طريق فتح الإعدادات، ثم البطارية، وسيظهر في الأسفل بالترتيب التطبيقات التي تستخدم البطارية بشكل كبير طوال الوقت.
بالإضافة إلى أهمية تقليل سطوح الشاشة، حيث أن سطوع الشاشة من أكثر المسببات لنفاذ البطارية بسرعة شديدة، أو يمكن للمستخدم أن يقوم بتفعيل الوضع التلقائي لسطوع الشاشة، والذي يختار السطوع الأنسب، بناءً على كم الإضاءة المتواجدة في مكان الهاتف.
كما يجب استخدام كشاف النور في الهاتف على أقل درجة ممكنة، وهي خاصية جديدة أتاحها نظام التشغيل الجديد iOS 11، بجانب تفعيل نظام "تقليل الطاقة" الذي يقترحه الاتف بشكل تلقائي عندما يصل الشحن في البطارية إلى 20%.
ويعمل نظام "تقليل الطاقة" على وقت تحديث التطبيقات في الخلفية، وإغلاق المساعد الصوتي الذكي "Siri"، بالإضافة إلى الاستغناء عن بعض المؤثرات البصرية داخل نظام التشغيل، كما يمكن أن يقوم المستخدم بتقليل فترة عمل الشاشة إلى أقل وقت ممكن، وهو 30 ثانية.

كتب: خالد علاء الدين



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.