هل تمكنت تقنية USB Type-C من تحقيق كافة الوعود التي توقعناها


كتب: خالد عاصم
عندما تم ابتكار تقنية التوصيل عبر منافذ USB Type-C مثل هذا الخبر أهمية كبرى في عالم الهواتف الذكية بسبب الوعود الكبيرة التي حملتها تلك التقنية والتي اعتبرها الكثير من المتابعين مستقبل تقنيات التوصيل بقدرتها على توصيل الطاقة والبيانات وأيضًا الصوت والصورة، وهو ما يبدأ عصر جديد يمكن من خلاله الاعتماد على كابل واحد ومنفذ واحد للتوصيل المتعدد، ولكن هل بالفعل استطاعت تقنية USB Type-C أن توفي بهذه الوعود الكبيرة.
بعد مرور بعض الوقت على انتشار USB Type-C في الأجهزة المحيطة بنا واعتماد القطاع الأكبر من الهواتف الذكية الحديثة عليها، إلا أن بعض وعودها لم تتحقق بالكامل أو لم تتحقق كما ينبغي أن يكون، فحتى على مستوى سرعة الشحن لا تزال هناك بعض العقبات الخاصة بالتوافق والتداخل بين الأجهزة وبعضها، وفي هذا المقال سنناقش الظواهر المختلفة على أن تقنية USB Type-C لم تتمكن بالفعل من الوفاء بتلك الوعود الكبيرة.
هل تمكنت تقنية USB Type-C من تحقيق كافة الوعود التي توقعناها
توصيلات USB Type-C وسرعة الشحن
على الرغم من أن أغلب الهواتف الذكية تعتمد على تقنية USB Type-C في الشحن والتي تدعم بدورها تقنية الشحن السريع وهو ما يعد من بين أدوارها الرئيسية، إلا أن أبرز الأدلة والأمثلة على أن هذه التقنية لم تتخطي بعض المشكلات المتعلقة بالتوافقية، فعلى سبيل المثال قد لا تتوفر نفس سرعة الشحن عند استخدام شاحن مختلف مع هاتف ما حتى في حالة ما إن كان هذا الشاحن يدعم المواصفات ذاتها من التيار ومعدل الفولت.
يحدث ذلك أيضًا وبشكل واضح عند استبدال كابل الشحن الخاص بهاتفك بكابل شحن آخر حتى لو كان ينتمي لعلامة تجارية شهيرة، فقد يؤدي هذا الاستبدال إلى فقدان سرعة الشحن ذاتها، حتى مع استخدام الشواحن المتوافقة مع تقنيات الشحن السريع المختلفة مثل تقنية Qualcomm Quick Charge وUSB Power Delivery.
في اختبار لهاتف OnePlus 8 Pro اتضح عدم قدرته على توصيل نفس تقنية الشحن Wrap Charge التي تتوفر بقوة 30 وات في حالة استبدال كابل الشحن المتوفر مع الهاتف بكابل شحن آخر، وهو ما يعني أنه في حالة حدوث خلل أو قطع في الكابل الأصلي أو في حالة الرغبة في استبداله بشاحن أطول، قد تفقد الكثير من سرعة الشحن المعتادة، في حين أن هاتف Google Pixel 4 رفض الشحن عبر أي من كابلات شحن Huawei وهو ما يعني ان توصيلات USB Type-C لم تتمكن من تقديم الحل الواحد الثابت لشحن الهواتف بالسرعة ذاتها مع اختلاف التقنيات.
هل تمكنت تقنية USB Type-C من تحقيق كافة الوعود التي توقعناها
سرعة نقل البيانات
كما أن الحال معقد بشكل ما مع سرعة الشحن، فهو معقد أيضًا مع سرعة توصيل البيانات، ومن المعروف أن تقنية التوصيل عبر USB Type-C تدعم سرعات 2.X و3.X بالإضافة إلى Thunderbolt لبعض المنافذ وهو ما يجعلها متوافقة مع هواتف iPhone، وهو ما يبدو معقدًا كفاية على المستخدم، خاصة وأنه هذا العم يتوقف أيضًا على طبيعة الكابلات وتوافقها مع مجموعة من المتطلبات التقنية.
رغم أن العديد من الهواتف الحديثة الرائدة المختلفة مثل Samsung Galaxy S20 Ultra وHuawei P40 Pro وغيرها تدعم تقنيات النقل السريع للبيانات، إلا أن المشكلة ذاتها التي نجدها في توافق كابلات USB Type-C في الشحن نجدها أيضًا في سرعة نقل البيانات، فاستخدام الكابلات المختلفة يؤدي لانخفاض او اختلاف سرعة نقل البيانات كما أن تقنيات نقل البيانات المختلفة غير مدعومة من قبل كافة الأجهزة ولا كافة الكابلات.
مشكلة المنافذ والتوصيلات الأخرى
حتى هذه اللحظة لا تدعم الكثير من الأجهزة تقنية USB Type-C حيث أنها غير متوفرة في مجموعة كبيرة من الأجهزة حتى الآن، وهذا نصف المشكلة فقط، أما عن النصف الثاني من المشكلة فيكمن في استخدامها في الهواتف الذكية ذاتها، فمع استخدام منافذ USB Type-C في الهواتف بدأت العديد من الهواتف في الاستغناء عن منفذ 3.5 مم لنقل البيانات الصوتية، وهو ما قد يشير إلى إمكانية الاعتماد على منفذ واحد للشحن وللاستماع للموسيقى في الوقت نفسه، وهو ما لم يتم تفعيله بشكل كامل حيث يتعارض ذلك مع الرغبة في الشحن والاستماع للموسيقى وأصبح من الضروري إما الاستفادة بوظيفة واحدة فقط أو الاعتماد على المشتركات التي لا تمثل حلًا عمليًا مع الهواتف الذكية بالطبع.
هل تمكنت تقنية USB Type-C من تحقيق كافة الوعود التي توقعناها
من هنا يأتي أيضًا إخفاق منفذ USB Type-C في أن يستبدل موصلات الصوت والصورة المختلفة، فحتى هذه اللحظة لا يتم الاعتماد على توصيلات USB Type-C كبديل عن توصيلات الفيديو، أما على مستوى الصوت فلقد حلت تقنية بلوتوث والاعتماد على السماعات اللاسلكية محل فكرة الاعتماد على منفذ USB Type-C في الاستماع للموسيقى.
الخلاصة
لا يعني ما ناقشناه في السطور السابقة من المقال أن تقنية USB Type-C لم تتمكن من تحقيق النجاح كما لا يمكن وصفها بالتقنية الفاشلة، بل على العكس فهي تقنية رائعة وقد حققت الكثير من النجاحات وقدمت نظرة على مستقبل متميز لتقنيات التوصيل، ولكنها حتى الآن لم تتمكن من تقديم الحل النهائي النموذجي وهو ما يعطي إشارة إلى ضرورة التطوير والبحث عن الأفضل دائمًا.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.