كتب: خالد عاصم
تعتبر الكاميرات أحد أهم عناصر الجذب في الهواتف الذكية حاليًا، وأصبحت من بين أكثر العناصر تطورًا على كافة الأصعدة وخاصة عدد البيكسلات من ناحية وحجم المستشعر من ناحية أخرى، ولكن أيهما أكثر أهمية في التأثير على قوة الصورة وتميزها، العنصر الأول أم الثاني؟
على الرغم من أن عدد البيكسل لكل عدسة هو العنصر الذي يتم الاعتماد عليه بقوة في الترويج لكاميرات الهواتف الذكية الحديثة، إلا أن العنصر الأكثر فعالية بالفعل هو حجم المستشعر، ولذلك فإن شركة مثل Huawei والمعروفة بتميز هواتفها على مستوى الكاميرات مثل Huawei Mate 30 Pro وHuawei P40 Pro تتباهى دومًا بنها قامت بزيادة حجم مستشعر العدسة الرئيسية مقارنة بالمنافسين.
من ناحية أخرى تقوم الشركات المطورة للهواتف الذكية ومكوناتها مثل Samsung وSony بالترويج لحجم المستشعر عند تطويرها لعدسات جديدة، بينما تقوم بالترويج للكاميرا ككل وخاصة على مستوى عدد البيكسل في الهواتف الرائدة مثل Samsung Galaxy S20 Ultra حيث روجت سامسونج لعدد البيكسل أكثر من ترويجها لحجم المستشعر على الرغم من أن العنصر الثاني هو الأكثر تأثيرًا.
لنتمكن من فهم سبب أهمية حجم المستشعر لجودة الصورة أكثر من عدد البيكسل، علينا أولًا أن نتعرف على أساسيات التصوير، والذي يعتمد على قدرة الكاميرا على التقاط الضوء، فكلما كان المستشعر أكبر كلما تمكن من التقاط ضوء أكثر من المستشعر ذو الحجم الأصفر، وكلما زاد كم الضوء الداخل للكاميرا كلما تحسن جودة الكاميرا، وفي الفقرات التالية من هذا المقال نتعرف أكثر على تفاصيل هذه القاعدة.
لماذا حجم المستشعر أهم من عدد البيكسل لجودة الصورة
كما أسلفنا الذكر في الفقرة السابقة، تعتمد أسس التصوير على كم الضوء الداخل إلى الكاميرا، وحجم المستشعر هو الذي يحدد كم الضوء الداخل للكاميرا لالتقاط صورة، أما الدقة والناجمة عن عدد البيكسل فتلعب دورًا هامًا في التفاصيل، بينما كم الضوء هو المسؤول عن إعدادات التعريض والنطاق الديناميكي والدة، ولذلك لا تزال الكاميرات الاحترافية بمستشعرات بدقة 16 ميجا بيكسل و20 ميجا بيكسل أفضل من الهواتف الحديثة التي وصل عدد البيكسل فيها إلى 108 ميجا بيكسل.
يبلغ حجم المستشعر في عموم الهواتف الذكية حوالي 1/2.55 بوصة أي ما يقابل حوالي 1 سم عرضًا، بينما بعض الهواتف تمكنت من الوصول إلى حجم 1/1.7، بينما من ناحية أخرى يبلغ حجم مستشعر الكاميرات الاحترافية 1 بوصة في المتوسط أي أكبر بحوالي أربع إلى خمس مرات من أي مستشعر من مستشعرات كاميرات الهواتف الذكية والتي تقودها من حيث هذه النقطة هواتف Huawei P40 الرائدة التي وصلت إلى رقم قياسي بحجم مستشعر يبلغ 1/1.28 بوصة.
إذًا كلما زاد حجم المستشعر كلما زادت قدرة الكاميرا على التقاط الضوء مع قدر بسيط من إعدادات التعريض الأساسية وعي سرعة الشاتر ومعدل الحساسية ISO وفتحة العدسة، وإن كان من الممكن تعويض حجم المستشعر بإعدادات التعريض الطويلة ولكن لهذا التحايل أضرار جانبية تتعلق باهتزاز الصورة وهوما يؤدي لتشوه الصورة ويقلل من دقتها، كما أن حج المستشعر له تأثير كبير على جودة الصورة في الإضاءة المحيطة المنخفضة.
من ناحية أخرى فإن زيادة عدد البيكسل ساهم في ضرورة زيادة حجم المستشعر، فمع زيادة عدد البيكسل ليبلغ 100 ميجا بيكسل في العديد من الهواتف، أصبح من الضروري زيادة حجم المستشعر للتوافق مع قدرات عدد البيكسل الكبير بداية من 48 ميجا بيكسل مرورًا بـ 64 ميجا بيكسل وصولًا إلى 108 ميجا بيكسل، فمع زيادة حجم المستشعر تصبح الدقة العالية قادرة على التقاط مزيد من التفاصيل بفضل التقاط كم أكبر من الضوء.
من بين مميزات زيادة حجم المستشعر المساهمة في زيادة حدة ونقاء الصورة وليس جودتها وطقتها فقط، فالتصوير بحجم مستشعر كبير يساهم في تقليل حساسية ISO وزيادة سرعة الشاتر أو سرعة التقاط الصورة، وهو ما يقلل من تشوش الصورة ويساهم في زيادة حدتها ونقائها مع تقليل إمكانية ظهور التشوه الصناعي والهالات المضيئة التي تفسد من وضوح الصورة.
وتتربع حاليًا مجموعة هواتف Huawei P40 على رأس الهواتف ذات حجم المستشعر الأكبر، ويأتي بعدها في المرتبة الثانية مباشرة هاتف Vivo X50 Pro Plus بينما يأتي هاتف Samsung Galaxy S20 Ultra في المركز الثالث، أما المركز الرابع فاحتله هاتفين هما OnePlus 8 Pro وOppo Find X2 Pro ليأتي بعدهما مجموعة من الهواتف الأخرى بمستويات متباعدة بعض الشيء حتى مجموعة هواتف iPhone 11 التي تحتل مكانة متأخرة مقارنة بالهواتف الرائدة الأخرى.