كتب: خالد عاصم
تمكنت Samsung خلال الشهور الماضية أن تحقق نجاحات استثنائية ساعدتها على البقاء على متربعة على عرش الشركة الأكبر في عالم الهواتف الذكية على مستوى المبيعات، والفضل في ذلك لا يعود إلى سلاسل هواتفها الرائدة S وNote، بل يعود الفضل الكلي في هذا النجاح الاستثنائي إلى سلسلة بعينها هي سلسلة Samsung Galaxy A المستحدثة والتي أعادتها سامسونج إلى النور مرة أخرى عام 2019 في صورة وهيئة جديدة.
فعلى مدار عام 2019 طرحت سامسونج مجموعة مختلفة من هواتف فئة A التي تنوعت ما بين الفئة الاقتصادية مع Samsung Galaxy A10 والمتوسطة مع هواتف مثل Samsung Galaxy A70 والهواتف الرائدة المنخفضة السعر أيضًا مثل Samsung Galaxy A90 وهي الهواتف التي قلبت موازين أسواق الهواتف الذكية رأسًا على عقب.
رحلة Samsung Galaxy A من النجاح إلى الفشل
قبل ظهور هذه الهواتف كانت نفس هذه الفئة A هي السبب الرئيسي وراء تراجع سامسونج في عالم الهواتف الذكية الاقتصادية والمتوسطة، بل واختفاءها تقريبًا في عدد من الأسواق العالمية من المنافسة مع بروز الهواتف الصينية المختلفة من Xiaomi وOppo وHonor والتي تمكنت من الاستحواذ على إعجاب المستهلكين وتمكنت بناء على ذلك من تحقيق نجاحات مكنتها من اقتناص نسبها من سوق الهواتف الذكية على حساب هواتف سامسونج من فئة A التي لم تتمكن من الصمود امام هذه المنافسة القوية.
يرجع السبب في فشل هواتف Samsung Galaxy A في حلتها السابقة لسبب رئيسي وهو عدم قدرة هذه الهواتف على فهم طبيعة المستهلكين التي اختلفت على مدى الأعوام السابقة، وهو ما تمكنت الشركات الصينية من فهمه واستيعابه والعمل على استغلاله لتقديم هواتف متطورة تمتاز بإمكانيات رائعة وبأسعار منخفضة تنافسية، واهتمت هذه الشركات بالدعاية والسبل التسويقية التي مكنتها من كسب ثقة الجمهور.
نفس هذه الأسباب هي ذاتها التي تقف وراء عودة سامسونج وتمكنها من تحقيق النجاح بواسطة نفس السلسلة Samsung Galaxy A، فلقد قامت الشركة بإلغاء كافة سلاسل الهواتف الذكية الأخرى التي كانت تتنوع بين الفئتين الاقتصادية والمتوسطة مثل فئة J واكتفت بفئة A بالإضافة إلى الفئة الجديدة كليًا M التي قد نتحدث عنها لاحقًا، ثم وجهت سامسونج كافة جهودها لدعم هذه الفئة على عدة مستويات.
تمكنت سامسونج من إعادة تقييم فهمها للمستهلك ولقواعد وأسس التنافس الجديدة واهتمت بتقديم هواتف ذكية جديدة تحمل خليطًا ناجحًا يجمع بين الإمكانيات القوية المتطورة وبين السعر التنافسي، كما تمكنت الشركة من تقديم تقنية جديدة متطورة مع كل هاتف واتبعت نفس الأساليب التسويقية التي تتبعها الشركات الصينية الأخرى لتتمكن من منافستها في الأسواق التي تمكنت الأخيرة من الاستحواذ عليها خلال العامين الماضيين.
استنادّا على الثقة الكبرى التي يحملها المستهلك لشركة سامسونج ومنتجاتها، جمعت سامسونج بين كافة هذه العناصر لتتمكن من العودة إلى المنافسة مرة أخرى، ولتتمكن من المنافسة في أسواق الهواتف الذكية الاقتصادية والمتوسطة، والدليل الأكبر على هذا النجاح الاستثنائي هو استمرار سامسونج في تطوير هذه الفئة وتقديم الجديد منها مع عام 2020 الجديد.
بنهاية عام 2019 وبداية عام 2020 أعلنت سامسونج عن مجموعة جديدة من هواتف Samsung Galaxy A مثل Samsung Galaxy A10s والهاتفين الأحدث Samsung Galaxy A51 وSamsung Galaxy A71 وهي الهواتف التي امتازت بتقديم تصور سامسونج الجديد لهواتف الفئة المتوسطة من خلال استعارة عدد أكبر من المميزات التي تميز الهواتف الرائدة خاصة على صعيد التصميم، ومن المتوقع أن تتمكن هذه الهواتف من الاستمرار في النجاحات التي حققتها الهواتف السابقة من هذه الفئة، وهو ما ستؤكده الأسابيع المقبلة دون شك.