توقعات بأن يكون 2020 عام التحول التكنولوجي في الهند


يعد القرن الحادي والعشرين، عصر التكنولوجيا والرقمنة بشكل واضح وجلي، وهو ما قطع المجال على باقي الصناعات غير التكنولوجية من الوصول إلى هذا القدر من المنافسة، وهدد بقاءها في المستقبل ما لم تواكب هذا التطور السريع، الذي يشهد تغول التكنولوجيا إلى كافة قطاعات الحياة، ولهذا تقوم الشركات القائمة بالفعل، بتحويل مساراتها إلى الرقمنة بشكل تدريجي، لتواكب هذا التطور، ولكي تحصل على قطعتها من كعكة المنافسة.

بالإضافة إلى كل هذا فالمستهلكون أصبحوا متشوقين دائمًا إلى المزيد من التكنولوجيا وتوّاقين إلى كل جديد في هذا المجال، لذا فالأمر حتمي في النهاية، أن يسيطر سوق التكنولوجيا على كافة المجالات.
جوراف جوبتا، مدير شركة سكويربوت، وهي شركة تقدم حلولًا تقنية لتطبيقات الهواتف، يلقي الضوء على بعض الجوانب الهامة فيما يخص الانتقال التكنولوجي الواقع في الهند، حيث يقول إن الانتقال إلى التقنيات الجديدة يحدث دائمًا بشكل تدريجي، وهكذا سيكون الأمر في الهند، وما يحدث الآن ينبيء بما سيكون بحلول عام 2020، فحينها يتوقع أن يصبح حتى السكان الريفيين في الهند مستخدمين شرهين للهواتف والحواسيب، وهو ما سيجبر الشركات على الاستثمار أكثر في التسسويق الإلكتروني وترويج منتجاتهم عبر هذه الوسيلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المحلية.
قبل بضع سنوات، كان سوق الهواتف الهندي، منقسم إلى نسبة 70% للهواتف المحمولة العادية، و30% فقط للهواتف الذكية، لكن مع زيادة الشركات التقنية في الهند وإنتاجها هواتف ذكية متوسطة الأسعار، جعل هذا تلك النسبة تتغير بشكل كبير، حتى تلاشى الفرق بين الجانبين وتساوت النسبة تقريبًا، لكن يتوقع أن تتخطى ذلك إلى ترجيح كفة الهواتف الذكية في المستقبل القريب، فمع تغول التكنولوجيا إلى حياتنا اليومية، يجعل هذا شراء هاتفٍ ذكي أمرًا لا تردد فيه.
ويبدو أن الهند تحقق نجاحات كبيرة على مستوى سوق الهواتف العالمي، كما تتبأ لها التوقعات كذلك بمستقبل أكثر نجاحًا، إذ تغلبت مؤخرًا على الولايات المتحدة الأمريكية، لتأخذ منها المركز الثاني ضمن قائمة أكبر أسواق الهواتف الذكية في العالم، في ثاني انتصارٍ متتالٍ للأسواق الآسيوية على الولايات المتحدة الأمريكية في سوق الهواتف الذكية.

وبحسب تقرير  لـ Canalys، فإن مجموع الوحدات المباعة للهواتف الذكية في السوق الهندي بلغت حوالي 40 مليون وحدة في الربع الثالث للعام الحالي، نسبة 46.5% منهم لهواتف شركتي سامسونج وشاومي، فيما تأتي النسبة الباقية بالترتيب لهواتف؛ فيفو، وأوبو، ولينوفو.

وتعتلي سامسونج قمة أكبر ثاني سوق للهواتف الذكية بحوالي 9.4 مليون هاتف تم شحنه إلى السوق الهندية. وبزيادة بلغت 290% عن ذي قبل، تأتي شاومي بعد الشركة الكورية، بحوالي 9.2 مليون هاتف تم شحنها إلى السوق الآسيوية الكبرى، حيث اعتمدت الشركة الصينية شاومي على تسويق هواتفها منخفضة السعر بعدما فشلت في المنافسة في سوق الهواتف المتوسطة.

ويقول التقرير إن شركات سامسونج وأوبو وفيفو ينافسون بقوة في سوق الهواتف متوسطة السعر والمواصفات، لكن شاوميالتي حققت نجاحًا في سوق الهواتف منخفضة السعر، يمكن أن تنافس العملاق الكوري سامسونج في وقتٍ قريب، كما يشير التقرير.

كما يوضح تقرير Canalys أن شركة ابل غابت عن المشهد في الهند، رغم مضاعفتها لعدد الهواتف المشحونة إلى السوق الآسيوي في الربع الثالث من العام الحالي، وهو ما يفسره محللو Canalys بأنه يرجع إلى رواج الهواتف منخفضة السعر في السوق الهندي، وهو ما لا تلبيه هواتف ابل الراقية ومرتفعة السعر كذلك.

ويتوقع التقرير، مع زيادة رواج الهواتف منخفضة السعر، والتي تلبي احتياجات مستخدمي الهند، أن تظل الولايات المتحدة بعيدة عن استعادة مكانتها كثاني سوق للهواتف الذكية في العالم، بعد أن انتزعتها الهند منها هذا العام.

كتب- أحمد سليمان



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.