في سباق التقنيات الحديثة والبحث عن الخواص المضافة في كل جزء من مكونات الهواتف الذكية، يبحث المستخدم عن جودة الكاميرا الأعلى، ودقة الشاشة الفائقة، وقوّة شرائح المعالجة، والأبعاد المتناسقة والتصميم الانسيابي، ووسط كل هذا الزحام، قد ينسى الجمهور، أساسيّات بسيطة في الهاتف ولكنها مهمّة كذلك، مثل شريحة استقبال موجات الراديو، تحت كل تلك التقنيات، لكن الأمر لن يستمر طويلًا في ظل تحديثٍ قريب، سيجذب بعض الأضواء إلى الخاصيّة المنسيّة.
وفي هذا الصدد، عقدت شركة سامسونج ، شراكة جديدة بعد الأخيرة مع شركة إل جي، ولكن هذه المرة في مجال تطوير تقنية الراديو في هواتفها الذكية، وذلك مع منصة NextRadio، والتي يتيح تطبيقها تفعيل شرائح الراديو الموجودة في الأجهزة الذكية، وهذا لضرورة وجود موجات الراديو في حالات الكوارث والسيول والزلازل وغيرها، والتي تمكن المستخدمين من تلقي المعلومات الكافية لبقائهم على قيد الحياة، وربما تكون تكنية أولية كهذههي المتاحة في ذلك الوقت، بما أن كوارث طبيعية مثل تلك، قد تعوق وصول شبكات الهواتف وإرسالها إلى الهواتف.
لذا فالهواتف المدعومة بشرائح راديو إف إم، ستكون جاهزة لتلقي تطبيق NextRadio، والذي سيتيح لهم بتفعيل تلك الشرائح والاستفادة منها، لتستطيع التقاط موجات الراديو المحيطة بسهولة، وقد يتساءل البعض لما الحاجة إلى تطبيق كهذا
إذا كان هاتفهم يدعم تشغيل راديو إف إم في الأساس، لكن ليست جميع الهواتف المدعومة بشرائح إف إم، تعمل بشكل افتراضي، لكن مع هذا التطبيق يمكنهم تفعيل تلك الشرائح الخفيّة داخل أجهزتهم.
وأوضحت NextRadio أن أجهزة هواتف سامسونج الموجودة في دولتي الولايات المتحدة وكندا ستحصل على التحديث الجديد لتفعيل موجات إف إم في هواتفهم، لكن وُجد عدد من الهواتف الذكية من سامسونج في الأسواق، ولديها هذا الخيار، من غير تلك الدول المحددة، لذا يمكنك تحميل تطبيق NextRadio من متجر التطبيقات الخاص بهواتف أندرويد، ومعرفة ما إذا كان هاتفك من نوع سامسونج يتيح لك هذا الخيا أم لا.
وبهذا يبدو اهتمام سامسونج بجميع تقنياتها الحديثة منها، وتطوير القديمة، بغير تصنيف أو إسقاط لفئة من هواتفها على حساب أخرى، إذ يتزامن مع هذا إطلاقها لجيل جديد من شرائح المعالجة من فئة Exynos 9810، والتي تضمنت تحسينات كبيرة في الأداء والمواصفات وعلى رأسها تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي.
وكشفت سامسونج عن أن الجيل الجديد من معالجاتها يأتي ثماني النواة، 4 أنوية بتردد 2.9 جيجاهرتز، و4 أنوية أخرى تعمل على تحسين كفاءة الاستهلاك الكهربي للمعالج، تعمل بتردد 1.9 جيجاهرتز Cortex-A55، ولم تذكر سامسونج الكثير عن معمارية شرائح المعالجة الجديدة، لكنها أوضحت امتلاكها لمسارات أوسع، وتحسينات في ذاكرة التخزين المؤقت (كاش)، والتي ستنعكس بالإيجاب على الأداء بشكل عام، وقد اعتمدت شامسونج في صناعة معالجاتها الجديدة، على تصميم ديناميكي، يضم ذاكرة تخزين مؤقتة لكل نواة على حدة، وذاكرة تخزين مؤقتة بين الأنوية وبعضها.
وتأتي شرائح معالجة سامسونج الجديدة مع معالج رسوميات من إصدار Mali-G72، والذي جاء بأنوية انخفضت من 20 إلى 18 نواة فقط، لكن على الرغم من ذلك، زاد أداؤه على عكس انخفاض عدد الأنوية، حيث زاد التردد بمقدار 546 ميجاهرتز، وبشكل عام، فإن أداء معالجة الرسوميات قد تشهد تحسينًا يصل إلى 20% سرعة وأداء أعلى.
وكما أشارت التوقعات من قبل، أتى المعالج الجديد بتقنية تصنيع LPP FinFET، وهو ما يتيح لسامسونج زيادة أداء معالجها Exynos 9810 بنسبة 10% أكثر من معالجاتها السابقة، أو على الأقل، خفض استهلاك الطاقة في المعالج بنسبة 15%، لكن في النهاية، يبدو اننا سننتظر طويلًا قبل أن نرى معالجات مصنعة بتقنية 7 نانومتر من سامسونج.
كتب- أحمد سليمان