يبدو أن الشركة الأمريكية Apple تسعى جاهدة إلى خلق نظام تشغيل متكامل في iOS 11 والذي من المقرر إطلاقه بالتزامن مع هاتف الشركة الجديد iPhone 8، في الوقت الذي ينتظر فيه عدد كبير، سواء من مستخدمي Apple أو حتى الشركات المنافسة الأخرى، الجديد في حقيبة الشركة والتي تعلن عنه تدريجيًا.
في مؤتمر عُقد للمطورين تحت اسم " "WWDC 17 أثناء الأيام القليلة الماضية، أعلنت شركة Apple عن مفاجأة سارة لمحبي التصوير، سواء الفوتوجرافي أو الفيديو، وهو اعتمادها في iOS 11 على ترميزات جديدة في الصور والفيديو، من شأنها تقليل مساحتهما إلى النصف.
ومن المعروف أن Apple تعتمد على ترميزات قياسية وهي JPG للصور، وH.264 للفيديو، وتلك الترميزات تعتبر حاليًا هي الأمثل في العالم كله من حيث الاستخدام، ليس للهواتف الذكية فقط، بل أن ترميز H.264 يستخدم كعنصر أساسي في الفيديوهات المحترفة التي تعرض في التلفاز أو حتى في بعض الأفلام السينمائية.
وفيما يخص الجودة التي عبر البعض عن قلقه حيالها، أكد المطورون أن استخدام الترميز الجديد لم يسبب أي خسائر في هذا الجانب، والمنتج النهائي سواء كان صورة أو فيديو يظهر بشكل جميل.
وذكر مطورو الشركة الأمريكية أن حلهم السحري في الفيديو، يتمثل في استخدام الترميز الجديد HEVC، والذي يعد اختصارًا لـ High Efficiency Video Coding""، ويسجل في برامج تحرير الفيديو وبين العاملين في هذا المجال باسم " "H.265.
ومن ناحية الفروق التقنية، فيتفوق الترميز الجديد H.265 على سابقه، حيث يدعم تصوير الفيديو بدقة Ultra HD وأبعاد 2K و 4K و 8K، كما يوفر إمكانية التصوير بعدد إطارات حتى 300 إطار في الثانية، أما H.264 فيدعم عدد إطارات 59.9 إطار في الثانية فقط، بالإضافة لعدم دعمه للفيديو بأبعاد 4K.
الترميز الجديد وضعت معاييره في عام 2013، وقد استخدمته Apple قبل عامين في تطبيقها FaceTime، لتكتشف أنه يوفر في استهلاك بيانات المستخدم، نظرًا لحجمه القليل، في الوقت الذي يعطي فيه جودة عالية، وهو ما دفعها لإضافته في نظام تشغيلها iOS 11.
ومن ناحية أخرى، فقد قررت شركة Apple استخدام ترميز HEIF في الصور، وتعد الكلمة اختصارًا لـ High Efficiency Image File، ومن أهم مميزاتها أنها لا تظهر الصور على شكل بيكسلات، على عكس ترميز JPG، وهو ما يدفع سريعًا هذا الترميز إلى استخدامه بشكل أساسي في الفترة المقبلة.
وعند إجراء التجارب على الترميزين، وجد المطورون أنهم يقللون مساحة الملف من 40 إلى 50% مرة واحدة، حيث تم التقاط صورة في بترميز JPG لتخرج بحجم 2 ميجابايت، ثم التقطت بالترميز HEIF لتكون بحجم 1.2 ميجابايت.
في حين تم تصوير فيديو بترميز H.264 ليأتي بحجم 66 ميجابايت، وعند تصوير نفس الفيديو بالترميز الجديد H.265 فأصبح الحجم 33 ميجابايت فقط.
ولم تكتفِ شركة Apple بهذه الإضافة فقط في نظام تشغيلها الجديد، بل أضافت عدد من التحديثات الهامة لمستخدمي iPhone، أعلن عنها المطورون في نفس المؤتمر، أبرزها:
تطوير خاصية الصور الحية، التي أطلقتها شركة Apple في 2015، لتضيف إليها تأثير تكرار الحركة والحركة بشكل عكسي، وتحويلها إلى فيديو قصير، كما يمكن تعديلها في أي وقت واستخراج عدد من الإطارات المعينة منها، وتحويلها إلى صيغة الصورة المتحركة GIF، كالتي يوفرها تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير "إنستجرام".
كما وضعت Apple ميزة أخرى، وهي السحب والإفلات، وتتمثل في إمكانية المستخدم من سحب العناصر في أي تطبيق مفتوح، ووضعها في تطبيق آخر مفتوح، عبر انقسام الشاشة إلى نصفين، وهي خاصية متاحة في الـ iPhone و iPad ولكنها تعمل في الأخير بفعالية أكبر من الهاتف.
كما يمكن الإمساك بالعناصر بيد، والتحكم الكامل في الحاسب اللوحي باليد الأخرى، ثم فتح التطبيق الذي يريده المستخدم.
كما طورت الشركة في نظامها الجديد مركز التحكم الموجود في الصفحة الرئيسية للهاتف، والخاص بالتحكم في سطوع الشاشة والصوت ووضع الطيران ودوران الشاشة وغيرها، وكانت من أبرز العيوب في هذا المركز هو عدم احتوائه على زر للتحكم في غلق وفتح البيانات، إلا أن الشركة أعلنت في وقت ماضي أخيرًا عن وضع زر اختصار في تلك اللوحة، بدلًا من دخول المستخدم كل مرة إلى الإعدادات.
كما أضافت تعديل آخر هام جدًا على مركز التحكم، يتمثل في فتح التطبيقات بمجرد الضغط بشكل مطول على اختصارها، وهو ما لا يتوافر في النسخ الماضية.
وفيما يخص مستخدمي تطبيق "Siri"، فقد سعت الشركة إلى أن يكون نظام المساعد الصوتي أكثر ذكاءًا، ويمكنه التواصل بطبيعية أكثر مع المستخدم.
كما يمكن للمساعد الصوتي الآن أن يقوم بترجمة فوري للصوت إلى الألمانية والفرنسية والإسبانية والماندرين والإيطالية، ويعتمد هذا التطبيق على التعلم الآلي، ليكون قادرًا على توفير الاقتراحات التي يطلبها المستخدم، بشكل أيسر وأفضل، عن طريق الاعتماد على البيانات المتوفرة على الهاتف كالرسائل الإلكترونية والبريد ومتصفح سفاري.
كما يمكن في نظام التشغيل الجديد استخدام الكتابة بدلًا من الصوت، ويمكن تحديد تلك الخاصية من داخل الهاتف في إمكانيات الوصول، وهي الميزة التي توفرها Apple حتى يقدر أصحاب الاحتياجات الخاصة من استخدام الهاتف.
وضمانًا لوصول المستخدم للتطبيقات التي يريدها بسهولة، فقد قامت شركة Apple بتحديث تطبيق App Store الخاص بالبحث عن التطبيقات وتحميلها، ليكون إيجاد الألعاب وغيرها من التطبيقات عملية سهلة، في نفس الوقت الذي طورت فيه الشركة التطبيقات الأخرى الخاصة بها، وأبرزها تطبيقي Music وNews.
وتأخذ الشركة الأمريكية خطوة أخرى ناحية تحقيق الاكتفاء بالهاتف لمستخدميها، فتقوم الشركة بتوفير خدمة الدفع واستلام النقدية من الجميع بشكل سريع وآمن، وهو ما ينافس تطبيقات عالمية أخرى مثل Paypal.
وتعمل تلك الخدمة من خلال الرسائل أو المساعد الصوتي "Siri"، ليقوم بتحويل المبلغ المطلوب من حساب Apple Pay Cash إلى الحساب البنكي للفرد.
كما يساعد نظام التشغيل الجديد السائقين على التركيز، من خلال الخاصية الجديدة التي تمنع الإزعاج أثناء القيادة، من خلال مستشعر الهاتف الذي يعرف أن المستخدم في وضع قيادة الآن، أو من خلال ربط الهاتف بالسيارة عن طريق تقنية Bluetooth.
ويقوم الهاتف في تلك الحالة بإخفاء صوت الإشعارات وغلق الشاشة أوتوماتيكيًا.
وأضافت Apple إلى ميزة التقاط صورة للشاشة أو "Screenshot" وضع علامات توضيحية على أي شيء يريد إبرازه، كدائرة الضوء أو وضع دائرة على جزء مخصص، كما يمكن تحويل تلك اللقطات إلى ملف كتيب إلكتروني بصيغة PDF، يمكن الاحتفاظ بها أو إرسالها لأي مستخدم آخر.
وتمكن الميزة الجديدة المستخدمين من استخدام أصابعهم لتحديد الأجزاء التي يريدونها، ولا يقتصر على استخدام قلم الشركة Apple Pencil.
ويبدو أن الشركة تحاول توفير أكبر قدر ممكن من الرفاهية داخل نظام التشغيل الجديد، فلم تكتفِ بالإضافات الجديدة المذكورة في الأعلى فحسب، بل قامت أيضًا بتقديم فائدة أخرى جديدة يمكنها تسجيل شاشة الهاتف فيديو، لما يقوم المستخدم به في الحال.
وتفيد جدًا تلك الميزة الجديدة خاصة لأصحاب الفيديوهات التوضيحية، المنتشرة مؤخرًا على مواقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، التي تمكن المستخدمين من اكتشف المزيد من الخبايا والأسرار في هاتفهم، والتي لا يمكن الوصول إليها بسهولة إلا بعد استخدام مكثف للهاتف.