القول الفصل في حقيقة قدرة هواتف iPhone 15 على تشغيل ألعاب المنصات


كتب: خالد عاصم
شهد مؤتمر إعلان Apple عن مجموعة هواتف iPhone 15 العديد من الإضافات التي أعلنت عنها الشركة ونالت استحسان الحضور، وبالطبع نالت استحسان عشاق هواتف iPhone بغض النظر عما إن كانت تلك الإضافات ذات قيمة حقيقية أم لا، ولكن أكثر تلك الإضافات إثارة للجدل هو إعلان Apple أن هواتف iPhone 15 Pro ستتمكن من تشغيل بعض ألعاب الفيديو المخصصة لمنصات الألعاب وأجهزة الكمبيوتر، وقد تم الإعلان بالفعل أن عناوين مثل Resident Evil 4 (Remake) وResident Evil Village وAssassin’s Creed Mirage وDeath Stranding ستصل بالفعل إلى هواتف iPhone 15 Pro وiPhone 15 Pro Max بحلول نهاية هذا العام تقريبًا.
وبإعلان Apple عن هذا الخبر، تحدث كثير من المتابعين وخاصة من محبي وعشاق ابل عن بدء عصر جديد في عالم ألعاب الفيديو حيث ستحل الهواتف الذكية محل المنصات وأجهزة الكمبيوتر، كما تحدث كثير منهم عن قدرة ابل الهائلة في نقل الهواتف الذكية إلى عصر جديد كليًا يجمع ما بين إمكانيات الهاتف وقوة المنصات، وأنه على شركات تطوير المنصات مثل سوني ومايكروسوفت ونينتيندو أن يحذروا مما ستتمكن ابل من فعله في المستقبل.
القول الفصل في حقيقة قدرة هواتف iPhone 15 على تشغيل ألعاب المنصات
ولكن هذا كل هذا حقيقي وممكن، وهل بحصولك على هاتف iPhone 15 Pro Max لن تحتاج مستقبلًا لشراء منصة ألعاب فيديو أو كمبيوتر مخصص للألعاب؟
لنتمكن من الإجابة على هذا السؤال سنتناول الأمر من ناحيتين، الأولى فيما يتعلق بمتطلبات ألعاب الفيديو بشكل عام، والثانية في جدوى استبدال منصة ألعاب أو كمبيوتر ألعاب بهاتف ذكي.
لتتمكن من تشغيل لعبة ما على أي جهاز كان ستحتاج إلى عدد من العناصر، الأولى هو المعالج المركزي والمسؤول بطبيعة الحال على معالجة كافة البيانات والعمليات الأساسية والفرعية الخاصة باللعبة، بالإضافة إلى الذاكرة العشوائية والتي ستساعدك سعتها الكبيرة على سرعة نقل البيانات ما بين المكنات وزيادة قدرة الجهاز على سرعة المعالجة، أما العنصر الأهم فهو معالج الرسوميات وهو المسؤول الأساسي عن معالجة كل ما يتعلق بالصورة بداية من قوة الرسوميات وصولًا للحفاظ على معدل الإطارات والدعم عبر التقنيات المختلفة المتعلقة بالظلال وما إلى ذلك، وكافة تلك العناصر بلا استثناء تحتاج لعنصر أخر مهم للغاية، وإن لم يوجد لن تتضرر فقط من عدم ثبات أداء اللعبة، بل قد يتعرض الجهاز بالكامل للتلف، وهذا العنصر هو نظام التبريد.
فعند تشغيل لعبة ما، تعمل كل تلك العناصر والمكونات التي تحدثنا عنها، وفي حالة عناوين AAA كالتي تم ذكرها في مؤتمر Apple فإن تلك المكونات تعمل بكامل طاقتها ما ينتج عنه حرارة كبيرة للغاية مما يؤدي لارتفاع درجة حرارة الجهاز بشكل كبير قد يؤدي لاحتراقه بالكامل في حالة عدم وجود نظام تبريد قوي قادر على تبديد تلك الحرارة وخفض درجة حرارة الجهاز.
ففي أجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب، وهي أقوى الأجهزة المتعاملة مع الألعاب مقارنة بالجميع، ستلاحظ أن معالج الرسوميات يتم تبريده عن طريق معجون التبريد بالإضافة إلى المروحة الخاصة به، أما معالج الرسوميات القوي فيتضمن على الأقل ثلاثة مراوح، كما أن علبة التزويد بالطاقة تتضمن مروحة أيضًا، وأخيرًا فإن صندوق الكمبيوتر نفسه أو Case تتضمن ما لا يقل عن ستة مراوح على أقل تقدير، وبعض الأجهزة تصل إلى 12 مروحة مع وجود نظام للتبريد من خلال الفريون، هل تتخيل مدى قوة نظام التبريد المطلوبة لتشغيل مثل تلك الألعاب في صورتها الكاملة المخصصة للكمبيوتر.
القول الفصل في حقيقة قدرة هواتف iPhone 15 على تشغيل ألعاب المنصات
أما في حالة المنصات، فستلاحظ نظام تبريد متميز في منصة PlayStation 5، كما تتضمن منصة Xbox Series X مروحة ضخمة لتبريد الجهاز بالإضافة لنظام تبريد داخلي، وهو ما ينطبق على منصة Xbox Series S التي تتضمن مروحة كبيرة بكامل مساحة الدائرة السوداء الواضحة على جسم الجهاز، بالإضافة أيضًا إلى نظام التبريد الداخلي، مع العلم أن منصات الألعاب، حتى الجيل الأخير، لا يمكنها إخراج الصورة نفسها التي يقوم بها جهاز كمبيوتر الألعاب الخارق، وهو ما يعني أن نسخ ألعاب المنصات تكون أقل تطلبًا من النسخ المخصصة لأجهزة الكمبيوتر، ولذلك نلاحظ أحيانًا اختلاف الأداء ما بين الجهازين في نفس اللعبة.
القول الفصل في حقيقة قدرة هواتف iPhone 15 على تشغيل ألعاب المنصات
أما الهواتف المخصصة للألعاب مثل Asus ROG Phone 7 وXiaomi Black Shark 5 Pro وLenovo Legion Y90 وغيرها، فسنلاحظ أن لها العديد من السمات التي تميزها مقارنة بالهواتف العادية، وأبرز تلك السمات هو نظام التبريد المفترض أن يكون أقوى من أنظمة التبريد في الهواتف الأخرى حتى الرائدة منها، كما أن أغلب تلك الأجهزة تدعم ملحقات تتضمن مراوح وأنظمة تبريد إضافية، كل هذا مع العلم أن تلك الهواتف لا تدعم تشغيل ألعاب مخصصة للمنصات وأجهزة الكمبيوتر، بل تدعم فقط ألعاب الفيديو المخصصة للهواتف ولاتي يمكن تحميلها من متاجر الهواتف المعتادة.
القول الفصل في حقيقة قدرة هواتف iPhone 15 على تشغيل ألعاب المنصات
وبالنظر لهواتفiPhone 15 Pro  فمن المؤكد أن النسخة التي ستصل إليها من الألعاب المذكورة ستكون معدلة للتوافق مع نظام تشغيل iOS والهاردوير الخاص بالهاتف، ولكن إلى أي مدى سيكون هذا التعديل، فحتى ألعاب الهواتف المعتادة متطلبة للغاية في بعض الأحيان. لذا قد يتمكن المعالج من تشغيل تلك الألعاب بعد تعديلها، وقد يتمكن معالج الرسوميات من محاكاة رسوميات اللعبة قدر الإمكان، ولكن هل سيتمكن الهاتف من معالجة الحرارة الناتجة عن تلك الألعاب؟
الإجابة لا تحتاج إلى تكهنات أو توقعات، فبالفعل سجل الخبراء والمتابعون ارتفاع كبير في درجة حرارة هاتف iPhone 15 Pro Max مع الاستخدام الكثيف في المهام العادية، ويرجع سبب تلك المشكلة في تصغير نظام التبريد في الهاتف لخفض سمكه، مما يعني ببساطة ان الهاتف سيعاني من ارتفاع مستمر في درجات الحرارة وهو ما سيرتفع إلى مستويات ضخمة مع هذا النوع مع الألعاب حتى بعد تعديلها وهو ما يعني أيضًا أن الهاتف لن يكون عملي على الإطلاق في ممارسة هذا النوع من الألعاب، ناهيك عن استهلاك البطارية الضخم الذي سيقلل من فترات اللعب لألعاب اعتاد المستخدمون على لعبها لما لا يقل عن ساعتين في المتوسط يوميًا عبر المنصات وأجهزة الكمبيوتر.
أما العامل الثاني الذي لن يجعل هواتف ايفون تحل محل المنصات وأجهزة الكمبيوتر فهو السعر، فإن كنت من عشاق الألعاب، هل سيكون من المنطقي شراء منصة PlayStation 5 أو Xbox Series X بسعر علي يتراوح ما بين 500 إلى 600 دولار وحوالي من 25 إلى 30 ألف جنيه مصري تنخفض إلى حوالي 16 ألف جنيه مصري في حالة جهاز Xbox Series S، أم أن لمنطقي هو شراء هاتف سعره العالمي حوالي 1200 دولار أمريكي أو قرابة 100 ألف جنيه مصري؟ أظن أن الإجابة محسومة دون شك.
لذا يمكن الوصول إلى نتيجة أن إضافة دعم هواتف iPhone 15 Pro لألعاب من هذا النوع هو أضافة قد تكون جيدة إلى حد محدود لمستخدمي تلك الهواتف، ولكنها لا تمثل أي إضافة لعشاق الألعاب في المجمل، كما لا تضيف أي إضافة حقيقية تذكر في عالم ألعاب الفيديو.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.