كتب: خالد عاصم
تتصارع مختلف الشركات الهواتف الذكية على لقب الأفضل، ليس أفضل الهواتف في المطلق وحسب، بل الأفضل في كل فئة والأفضل في كل جزء وقسم من أقسام الهواتف الذكية، فكما يتصارع الكبار على لقب الأفضل في لفئة الرائدة مثل Samsung Galaxy Note10 Plus وOnePlus 7T Pro وغيرها من العديد من الهواتف، تنافس أيضًا هواتف مثل Xiaomi Mi 9T وSamsung Galaxy A70 وغيرها على لقب الأفضل في الفئة المتوسطة وهكذا.
من بين المنافسات القوية في عالم الهواتف الذكية، منافسة على عرش الأقوى على مستوى التصوير وعتاد الكاميرات، وتحديدًا فيما يتعلق بالكاميرا الخلفية، ويتربع على هذا العرش حاليًا هاتف Huawei Mate 30 Pro الذي احتله منذ الكشف عن الهاتف وطرحه في الأسواق، وفي ظل المنافسة المحتدمة على هذا العرش، يظهر منافس جديد هو Google Pixel 4 XL الذي طورته شركة جوجل والمعروفة بقوتها على مستوى الكاميرات، ولكن هل يمكن لهذا الهاتف بالفعل أن يزيح هاتف Huawei عن عرشه؟
هذا السؤال هو ما نسعى للإجابة عليه من خلال هذا المقال الذي نقارن فيه بين كاميرا هاتفي Huawei Mate 30 Pro وGoogle Pixel 4 XL قبل أن نتعرف على أرقام نتائج الاختبارات التي تعرض لها الهاتفين.
مقارنة كاميرات هاتفي Huawei Mate 30 Pro وGoogle Pixel 4 XL
كاميرا هاتف Huawei Mate 30 Pro
نبدأ بهاتف Huawei Mate 30 Pro الأسبق في الطرح في الأسواق والذي يعتمد على كاميرا خلفية مكونة من ثلاثة عدسات رئيسية بالإضافة إلى مستشعر TOF ثلاثي الأبعاد لاستشعار متطوّر ودقيق لعمق الصورة، أما العدسات الثلاثة الأخرى، فهي عدسة رئيسية بقوة 40 ميجا بيكسل وفتحة f/1.6 مدعومة بتقنيتي التثبيت البصري والتركيز التلقائي PDAF، أما العدسة الثانية فبالغة العرض بقوة 40 ميجا بيكسل أيضًا وفتحة f/1.8 ومدعومة بتقنية التركيز التلقائي PDAF، أما العدسة الثالثة المقربة فتبلغ قوتها 8 ميجا بيكسل بفتحة f/2.4 وهي مدعومة بمثبت صورة بصري وبتقنية التركيز التلقائي PDAF، وتدعم الكاميرا تصوير الفيديو بأكثر من جودتها أعلاها جودة 2160p أو 4K.
حقق Huawei Mate 30 Pro نتائج ممتازة في جميع فئات الصور الثابتة تقريبًا ، ولكنه يتوهج حقًا في حالتي البنية والضوضاء حيث يحقق هاتف Huawei أعلى الدرجات لكلا السمتين بشكل فردي، وهو أمر غير معتاد نظرًا لأن الصورة الخالية من الضوضاء تعني عادة فقدان التفاصيل والعكس بالعكس، بينما تتميز كاميرا Mate 30 Pro بأنها قادرة على تحقيق التوازن بين السمتين بشكل مثالي، حيث يتم تسجيل بناء وتفاصيل جيدة في جميع الظروف تقريبًا مع الحفاظ على مستويات الضوضاء منخفضة للغاية، ولا يظهر الضجيج إلا في الإضاءة المنخفضة جدًا.
يعمل هاتف Huawei الأحدث أيضًا بشكل جيد جدًا من حيث التعرض واللون، حيث يتم تعريض الصور جيدًا لمستويات إضاءة منخفضة جدًا، ويضمن النطاق الديناميكي الواسع ظلًا جيدًا ويبرز التفاصيل في مشاهد التباين العالي الصعبة. وبينما كان اللون ضعيفًا قليلًا في هاتف Huawei P30 Pro إلا أنها في Mate 30 Pro كان أكثر تشبعًا بشكل ملحوظ والتوازن الأبيض أكثر ثباتًا.
علاوة على ذلك، يحقق الهاتف المركز الأول لفئة الإضاءة الخافتة Night Mode، حيث يعمل بشكل جيد للغاية مع تشغيل الفلاش، ويتحول بذكاء بين استخدام الفلاش والتصوير باستخدام الإضاءة المحيطة فقط في وضع الفلاش التلقائي، وعادةً ما يتم اختيار الطريقة الأكثر ملاءمة للمشهد. كما أنه يعمل بشكل جيد مع إلغاء تنشيط الفلاش. تكون مستويات الضوضاء منخفضة في جميع الحالات، لكننا لاحظنا بعض التشبع العالي بشكل غير طبيعي ونعومة الصورة الخفيفة في بعض مشاهد الاختبار.
يأتي الهاتف بعدسة مقربة بقوة 3x تقليدية بدلاً من الاعتماد على خاصية البصريات المطوية المتطورة التي توفرت في هاتف Huawei P30 Pro ومع ذلك وبفضل خوارزمية AI-RAW الجديدة، يمكن للعدسة تسجيل تفاصيل أفضل من الهاتف السابق عند التكبير القصير والمتوسط. أما المدى البعيد فهو وحدة الذي قد تظهر فيه بعض المشكلات التي يتفوق فيها هاتف بداية العام، إلا أنه في النهاية يمكن اعتبار هاتف Mate 30 Pro من أفضل هواتف التقريب والتكبير.
تُظهر نتائج تصوير الصور بتأثير بوكيه قدرة متميزة على الفصل والعزل وعلى اكتشاف العمق، لكن يمكن أن تكون الصور قليلة التشبع بعض الشيء، وقد لاحظنا نقصًا في النطاق الديناميكي أيضًا. فيما يتعلق بالعدسة بالغة العرض فهي قادرة على التقاط صور بجودة جيدة في معظم المواقف، ولكن عيبها الرئيسي هو أن مجال الرؤية الخاص بها أضيق قليلاً من بعض المنافسين، على سبيل المثال هواتف Samsung الرائدة لهذا العام بداية من Samsung Galaxy S10 Plus.
كاميرا هاتف Google Pixel 4 XL
يعتمد هاتف Google Pixel 4 XL على كاميرا مزدوجة العدسات مكونة من عدسة رئيسية بقوة 12.2 ميجا بيكسل بفتحة f/1.7 وهي عدسة عريضة، ومن عدسة بقوة 16 ميجا بيكسل وفتحة f/2.4 وهي عدسة مقربة، وكلتا العدستين مدعومتين بتقنية التركيز التلقائي PDAF وبمثبت الصورة البصري، ويمكن للكاميرا تصوير الفيديو بأكثر من جودة على رأسها جودة 2160p أو 4K.
طبقًا للتكوين العام لكاميرا الهتف، فإنه بطبيعة الحال يقع خلف الهواتف ذات الكاميرات الخلفية ثلاثية ورباعية العدسات والتي تتنوع عدساتها بين بالغة العرض وبين مستشعرات TOF وغيرها، ولكن هل يعني هذا أن الهاتف غير قادر على المنافسة أو على تقديم صورة استثنائية في الصور والفيديو؟
على الرغم من هذا القصور إلا أن الهاتف قادر على تقديم نتائج مبهرة على مستوى الصور الثابتة وصور الفيديو، فهاتف Google Pixel 4 XL يمكن اعتباره من الهواتف الجذابة لعشاق التصوير، فالصور الثابتة تتمتع بتعرضها لإعدادات تعريض للضوء مثالية في مختلف سيناريوهات التصوير، كما تمتاز الصورة في المجمل بتفاصيل قوية مع ظلال واضحة في المشاهد التي تشهد التباين، أما فيما يتعلق باللون فهو الأفضل من بين كافة الهواتف الأخرى.
يضمن التركيز التلقائي السريع والدقيق لقطات صحيحة التركيز في جميع ظروف الإضاءة، ومستوى التفاصيل جيد في الصور الخارجية والداخلية، مع تحديد متميز للمناطق معقدة التفاصيل والظلال. ومع ذلك، فإن الهاتف ليس الأفضل في الإضاءة المنخفضة، حيث يكون فقدان التفاصيل الدقيقة واضحًا، وتراكم أكبر للضوضاء ملحوظًا مقارنةً بنتائج الهواتف الأفضل في هذا القطاع.
يعتبر التقريب هو القوة الرئيسية في هاتف Google Pixel 4 XL، فللهاتف قدرة على المحافظة على التعريض الصحيح والتفاصيل ودقة اللون في مختلف الظروف وسيناريوهات الاستخدام، أداء الهاتف متميز أيضًا على مستوى التصوير بتأثير بوكيه، إلا أنها أقل قليلًا من الهواتف ذات الكاميرات التي تتضمن عدسة مخصصة لذلك التأثير مثل عدسة TOF.
أما الوضع الليلي Nigh Sight فيكاد يكون هو الأفضل على المستوى البرمجي للتصوير في الإضاءة المنخفضة، لأنه يلتقط بشكل عام صورًا ممتعة مع ألوان جميلة وتفاصيل جيدة، إلا أن بعض القصور قد يظهر بين الحين والآخر مع توازن اللون الأبيض المائل للون الوردي قليلًا.
نتيجة المقارنة
على الرغم من الإمكانيات المتميزة التي يوفرها هاتف Google Pixel 4 XL إلا أن هاتف Huawei Mate 30 Pro لا يزال قادرًا على الحفاظ على عرشه، وهو ما أكدته نتائج اختبارات موقع DxOMark الذي منح هاتف Huawei نتيجة 121 نقطة في مقابل 112 نقطة فقط لهاتف Google.