هل تزيد المخاطر الأمنية بزيادة حجم البيانات المتداولة في شبكات الجيل الخامس مستقبلًا؟


تعد شبكات الجيل الخامس هي النقلة الكبيرة القادمة ليس على مستوى الإتصالات الإلكترونية والهواتف الذكية فقط، بل على مستوى التكنولوجيا ككل، فمن شأن هذا التحديث الكبير الذي ستشهده شبكات الإتصالات أن ينعكس على شتى مجالات الحياة، فالأمر لن يقتصر على سرعات أعلى للإنترنت أو مكالمات هاتفية بجودة أفضل، بل سيصبح كل شيء تقريبًا من سيارات ومتاجر وبنوك متصلًا بالإنترنت، مما سوف يضعنا أمام تحديات كبيرة من أجل حماية هذا الكم الهائل من المعلومات الخطيرة والحساسة الخاصة بحياتنا اليومية من تهديدات القراصنة.


إنترنت الأشياء IoT وآفاق جديدة للمستقبل



لا شك أن القدرات الفائقة لشبكات الجيل الخامس ستمكّن جميع الأجهزة والآلات من الإتصال بالإنترنت، فلن يصبح الإنترنت مجرد شبكة يستخدمها ويديرها الأفراد، بل ستستخدمه الآلات أيضا وتقوم بتحليل وإرسال البيانات من آلة الى أخرى (MACHINE TO MACHINE M2M) دون تدخل الإنسان في ذلك، وستقوم الآلات وحدها بهذا الدور معتمدة على تقنيات الذكاء الإصطناعي.
فعلى سبيل المثال ستكون سيارتك متصلة بالإنترنت وعندما تنتهي من دوامك عائدًا إلى المنزل ستكون سيارتك قد أرسلت ما يفيد بذلك، فتقوم الأجهزة الذكية المتواجدة بمنزلك باستقبال هذه المعلومة، فيتم تشغيل الإضاءات وتشغيل مقطوعتك الموسيقية المفضلة وربما تقوم بإعداد الطعام وإعداد حمامك الدافئ لو طلبت أنت ذلك.


تهديدات الأمان والخصوصية المحتملة لشبكات الجيل الخامس 5G



لا شك أن استخدام هذه البيانات في مجملها قد يندرج تحت الاستخدامات الأخلاقية، بحيث يتم تجميع البيانات عن كل مستخدم واستخدامها من قبل التطبيقات المختلفة لتحسين تجربة الاستخدام بشكل عام وافتراح كل ما هو مناسب للمستخدم، إلا أن كمية البيانات والمعلومات التي ستتيجها شبكات الجيل الخامس مستقبلًا يخلق تنوعًا في هذه البيانات مما يجذب القراصنة سيئي النية لاستخدامها لأغراض أخرى، وهو ما يساعد في توسيع نطاق الابتزاز وسرقات الهوية، فكيف سيحدث ذلك؟

على سبيل المثال، قد يتمكن بعض قراصنة المعلومات الشخصية الوصول إلى كاميرا متصلة بشبكة الجيل الخامس، أو حتى الوصول إلى تطبيقات السيارات التي تدعم هذه التقنية، كما أن بيانات الموقع الجغرافي قد تكون مهددة بسبب إنشاء الكثير من أبراج تقوية الشبكة اللازمة لإدخال شبكات الجيل الخامس، مما يعني أن بيانات موقعك الجغرافي ستكون أكثر دقة وستكون متاحة بسهولة لشركات الاتصالات، وفي حالة قرصنة هذه البيانات قد تحدث العديد من الكوارث التي لا يُحمد عقباها، وقد كان هذا سببًا أساسيًا في حجب شركة Huawei الصينية بالولايات المتحدة ومنعها من الاشتراك في إدخال البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس بالعديد من الدول، خوفًا من تجسس الصين على المواطنين في أوروبا والولايات المتحدة.

 كذلك تساهم شبكات الجيل الخامس في دعم عدد أكبر من الأجهزة التي يمكنها الاتصال بها، وأجهزة أكثر تعني فرص أكثر لهجمات القراصنة، فإن لم تركز على تأمين هذه الأجهزة أو على الأقل جهاز واحد منها قد يكون أمانك الإلكتروني معرض للخطر.

كيف نحد من أخطار شبكات الجيل الخامس على البيانات الشخصية؟


قامت بالفعل الكثير من شركات الاتصالات والبنية التحتية لشبكات الجيل الخامس بالتعامل مع هذه المشكلة قدر الإمكان، من خلال دمج معايير أمان جديدة في نسيج هذه الشبكات، وتأمين البنية التحتية الخاصة بها من أخطار انقطاع التيار الكهربائي، أو وصول أي شخص للبيانات.

أما أنت عزيزي الستخدم فعليك اتباع العديد من إجراءات الأمان الرقمي لأجهزتك الذكية كتحديث أنظمة التشغيل باستمرار ووضع رقم سري قوي لأجهزتك الذكي وحساباتك الشخصية، وعدم تحميل التطبيقات من مصادر مجهولة، ومنح أذونات الوصول للبيانات إلى التطبيقات الموثوق بها فقط.



*أسعار الهواتف الذكية في مقالاتنا هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر هذه المقالات، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق، كما أن أنظمة التشغيل الذي يتم ذكرها على أنها آخر الأنظمة التي تقبل الهواتف التحديث لها، هي الأنظمة المذكورة على المواقع الرسمية لشركات الهواتف الذكية في الوقت الذي تمت كتابة المقالات فيه، وبعض الهواتف قد تقبل الترقي لإصدارات أحدث من أنظمة التشغيل.

كتبت- ميّ نور.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.