هل العدسات المزدوجة أفضل من عدسة واحدة.. شرح الكاميرات المزدوجة والثلاثية في الهواتف الذكية


كانت الكاميرات الخلفبة المزدوجة عند ظهورها لأول مرة في السوق من المميزات الجديد والغريبة تمامًا علينا، ولم يكن الكثير منا يعلم ما هي أهمية هذه الكاميرات، فقد كانت تخص الهواتف الذكية الرائدة والراقية ذات الأسعار العالية فقط، لكن مع التطور التكنولوجي المستمر في هذا المجال واحتدام المنافسة بين الكثير من الشركات استطعنا أن نرى هذه الكاميرات المزدوجة في عدد لا بأس به من الهواتف المتوسطة والهواتف رخيصة الثمن، فقد بدأت مؤخرًا تظهر العديد من الهواتف الذكية من فئات مختلفة بكاميرات خلفية وأمامية ثنائية، وأصبح الكثيرون يتسائلون حول مدى أهمية هذه الكاميرات الثنائية، أو حتى الثلاثية كالتي رأيناها في هاتف Huawei P20 Pro، وهل هي مؤثرة حقًا في جودة التصوير أم أنها مجرد إضافات لجذب المشترين فقط ولفت انتباههم، وما هي مميزاتها، وكيف نتعرف عليها، وكيف نفرق بين تلك التي نجحت في تحقيق مهمتها والتي فشلت في تحقيق مهمتها، لذلك اليوم قررنا أن نجيب على كل هذه التساؤلات حول الكاميرات المزدوجة بشرح مزايا وأهمية هذه الكاميرا الثنائية المزدوجة أو الكاميرات الثلاثية، ولكل من يهتموا بهذا الأمر، تابعوا معنا.

هل العدسات المزدوجة أفضل من عدسة واحدة؟




ليس بالضرورة أن تستطيع كل الكاميرات المزوجة أن تقوم ببعض المهام الثابتة في كل هاتف، بل يمكن لكاميرا مزدوجة في هاتف معين أن تقوم بمهمة ما، لا تقوم بها الكاميرا المزدوجة الموجودة في هاتف آخر، وهو ما تختلف فيه الكاميرات المزدوجة عن بعضهم البعض، فلكل كاميرا مهمة مختلفة يمكنها القيانم بها، لا يمكن الجمع بين عد كبير من مميزات الكاميرات المزدوجة في عدسة واحدة، والآن سنتحدث عن بعض الأمثلة لهذه المهمات في الكاميرات المزدوجة والتي ستثبت لكم تفوق العديد من عدسات الكاميرات المزدوجة على عدسات الكاميرات الأحادية.

هواتف بكاميراتين تقوم كل منهما بمهمة مختلفة:


قد تقوم الكاميرا الثانوية في بعض الهواتف ذات الكاميرات المزدوجة بالتقاط الصور بزاوية تكبير، مما يعني أنها ستقوم بالتقاط الكادر من زاوية مقربة، وذلك على عكس العدسة الثانية التي ستلتقط الصورة بشكل طبيعي، وهذا ما يحدث تمامًا في هاتف LG G6 الرائد لعام 2017 الماضي.

وقد تقوم هذه الكاميرا المزدوجة أيضًا بالعمل على تحسين مؤثرات خاصية العزل، ولذلك لالتقاط صور البورتريه التي يظهر فيها عنصر ما تركز عليه الكاميرا بشكل كبير في حين تقوم بإخفاء ملامح العناصر الأخرى في الخلفية، وهو ما قد يسميه العض أيضًا باسم وضع الـ bokeh أو تأثير الخوخة، ويمكن استخدام هذه الخاصية أيضًا عند القيام بالتصوير مع خاصية التقريب البصري، كأن تقوم بالتقريب على عنصر معين أو عمل Zoom عليه للتركيز عليه وحده فقط.

وقد تختلف المهام لهذه العدسات أيضًا على حسب مدى اتساع فتحة العدسة وضيقها، فالعدسات الواسعة صاحبة الأرقام الأكثر انخفاضًا كعدسة Samsung Galaxy S9 التي جاءت بقدر f/1.5 تستطيع جمع الكثير من التفاصيل الدقيقة بشكل مثالي، حتى مع الإضاءات المنخفضة قليلًا، وذلك لأنها تستطيع التقاط قدر أكبر من الضوء، أما العدسات الأضيق التي تأتي بأرقام أكبر كالعدسة الثانية لهاتف Samsung Galaxy S9 Plus على سبيل المثال، والتي تأتي بقدر f/2.4 فهي ستكون الأفضل عند التقاط الصور المتحركة والأشياء البعيدة، بالرغم من أنها لن تسمح بدخول قدر كبير من الضوء كالعدسات الواسعة. 

معالجة الصور 


لا تتوقف جودة الصور فقط عند عدد الكاميرات وعدد الصور التي التقطتها كل منهم، فالتكنولوجيا تتدخل بصورة أكبر في ذلك، فإن قمت بالتقاط صورتين بعدستين مختلفتين بااستخدام كاميرا عادية، ستكون النتيجة صورًا متواضعة جدًا، أما عند تدخل نظام التشغيل وبرامج الكاميرا فإنهم يقومون بمعالجة الصور من خلال الأخذ بالمميزات الموجودة في كطل صورة منهم، ومعالجة الأخطاء واستبعاد نقاط الضعف الموجودة في كل منهم وإجراء بعض التحسينات المتعلقة بالسطوع والإضاءة والألوان، وبالتالي تخرج الصور أكثر وضوحًا وإشراقًا وأعلى في الجودة والدقة، لذلك لا يتوقف الأمر عند وجود كاميرا مزدوجة فحسب، بل أيضًا لا بد من وجود هذه القدرات لمعالجة الصور في الهاتف الذي تم التقاط الصورة من خلاله.

وبالحديث عن قدرات معالجة الصور والمقارنة بين نقاط القوة والضعف في صورتين وترشيح الأفضل لم يظهر فقط عند ظهور الكاميرات المزدوجة، بل هذه هي مهمة خاصية الـ HDR في التصوير، أو ما تسمى بـ "التصوير بالمدى الديناميكي العالي" حيث تعمل هذه الخاصية على مساعدة المصورين بالتقاط عدد من الصور مع إبراز عناصر أكثر اختلافًا من يث الإضاءة والألوان في كل صورة منهم، ثم دمج كل هذه المميزات في النهاية معًا لإنتاج صورة عالية الدقة والجودة والألوان ودرجة الإشراق.
وتتم عمليات معالجة الصور في الهاتف فور التقاط الصورة بشكل سريع لتعطي المستخدم أفضل صور ممكنة، وخوصًا في الإضاءات الخافتة.


في الصورة الموضحة أعلاه، تجدون مثالًا لاختلافات الصور الملتقطة بعدسات واسعة وضيقة في هاتف Samsung Galaxy S9 Plus، ففي الصورة الموضحة على الجهة اليمنى في حالة الإضاءة العالية للصورة قد تم استخدام فتحة العدسة الضيقة f/2.4 لالتقاط التفاصيل والحركة بشكل مناسب، أما في الحالة الموضحة على الجهة اليسرى فتلاحظون أن الإضاءة منخفضة جدًا، لذلك تم استخدام فتحة العدسة الواسعة f/1.5 لالتقاط أكبر قدر ممكن الضوء الذي يسمح بظهور بعض التفاصيل التي قد تختفي في الظلام.

وبالرغم من المميزات المتعددة لمعالجة الصور، إلا أنها أحيانًا ما تأتي ببعض العيوب والخصائص المصطنعة في بعض الهواتف، ومثال على ذلك، العبث الذي قد يحدث في بعض الصور المُلتقطة من خلال هاتف ذو عدسة واحدة مع خاصية الـ bokeh، حيث يقوم الهاتف بتعتيم بعض الأجزاء من الصورة ليستطيع القيام بهذا التأثير وحجب الكثير من العناصر في الخلفية بشكل مبالغ فيه، وأحيانًا ما تلاحظون عدم دقة الهاتف في التركيز على عنصر واحد في الصورة، وقد نجد بعض الاجزا في هذا العنصر قد تم إخفاؤها.

ولكن في كل الأحوال بشكل عام"، تتميز الهواتف ذات العدسات المزدوجة في الكاميرا عن تلك ذات العدسة الواحدة في قدرات المعالجة دائمًا، فهي تقوم بذلك بشكل أكثر تطورًا ووضوحًا بالتأكيد، ومن أمثلتها أجهزة Samsung Galaxy S9 و LG V30 و iPhone X.

خيار التقريب البصري المضاعف "Double Zoom Option"


قد تحصل بعض الهواتف الذكية على العديد من المميزات في التصوير، ولكن ليس بالضرورة أن تكون كل هذه المميزات مفيدة حقًا وتعمل بشكل فعال ورائع، فهناك بعض المميزات دائمًا ما تفشل، ومهما حاولت فيها العديد من الشركات، ومنها خاصية التقريب البصري أو الـ Zoom، وذلك نظرصا لصغر أجسام وهياكل الهواتف الذكية، مما لا يجعلها غير قادرة على استيعاب بعض الإلكترونات المصغرة اللازمة لعمل خاصية التقريب البصري، وقد استطاعت بعض الشركات أن تتفادى هذه الثغرة عن طريق عمل بعض الهواتف بتصاميم غريبة لتستطيع دمج هذه الخاصية بها كهاتف Samsung Galaxy S4 Zoom، إلا أن هذه التصاميم سرعان ما اختفت مرة أخرى.

ولكن مع بداية انتشار الهواتف ذات الكاميرات المزدوجة استطاعت بعض هذه الكاميرات أن تتغلب على هذه المشكلة بعض الشيء، إذ يمكن الآن للعدسة الثانية في الهاتف أن تقوم بتكبير الصور حتى درجات كبيرة جدًا، وهو ما قد تجدونه في بعض الهواتف باسم 2x optical zoom، او التقريب البصري المضاعف، والذي حلّ محل التقريب الرقمي Digital Zoom، الذي كان ينتج صورًا غاية في السوء، وبذلك تحسنت قدرات التقريب بعض الشيء في هواتف هذه الأيام.

ومن استخدم هذه العدsات المُقربة قد يلاحظ أنها تختلف قليلصا في تصويرها عن العدسات العادية، فهي تتمتع بمواصفات معينة تجعلها تلتقط صورًا أكثر ظلمة وأقل حدة، وبالطبع يتم تدارك ذلك الأمر أيضًا من خلال معالجة الصور التي تتم بعد ذلك في الهاتف، والتي تجمع بين كلا الصورتين لإخفاء هذا التأثير.

وهناك بعض الشركات التي استطاعت أن تطور كثيرًا من قدراتها في معالجة صور الكاميرا كشركة سامسونج التي استطاعت أن تجعل الكاميرا تقوم بالتقاط صورتين في وقت واحد، إحداهما مُكبرة، والأخرى عادية، ومن ثم إضافة الأجزاء المفقودة في كلا الصورتين ودمجهما في صوة واحدة بجودة عالية.

Wizard Of Oz


لم يكن هذا المصطلح مصطلحًا تقنيًا على الإطلاق، بل إنه مطلح موجود ليذكر المستخدم بشكل إعدادات الكاميرا المزدوجة الموجودة في هاتف، فعد الاستماع إلى هذا المصطلح ستتذكر أن لديك هاتفًا يحتوي على كاميرا مزدوجة يمكن لإحدى عدساتها أن تلتقط الصور الملونة، والعدسة الأخرى تلتقط الصور بلوني الأبيض والأسود فقط، وهو ما يسمى بـ  monochrome and color sensors، وكنا قد رأيناه في أبهى صوره مع هاتف Huawei Mate 10 Pro.

وهذه الخاصية لا تقوم بإنتاج صورتين مستقلتين عن بعضهما البعض، بل أنها تقوم بالتقاط الصورتين ومعالجتهما سويًا وإخراجهم على هيئة صورة واحدة بألوان مشبعة وشديدة الدقة وجودة إضاءة مناسبة، وفيما يلي مثال لهذه الخاصية من هاتف Essential الذكي.


ويعتمد هذا التأثير أيضًا على قدرات المعالجة الخاصة بالهاتف ومدى جودتها وتطورها، ويقوم بتعويض الهواتف الذكية عن النقص بينها وبين الكاميرات العادية في الحجم، والذي يعيقها عن إضافة الكثير من المميزات في الكاميرا، فالخصائص المختلفة التي تأتي مع تقنيات الكاميرا في الهواتف الذكية تساعدها في الكثير من الأحيان على التركيز بشكل أسرع وضبط المعاينة لإنتاج الصور بشكل رائع في وقت قياسي.

الكاميرات الثلاثية:



حتى الآن لا توجد الكثير من النماذج على هذه الكاميرات سوى هاتف واحد فقط، وهو هاتف Huawei P20 Pro الذي يأتي بثلاث كاميرات في الجهة الخلفية الخاصة به، فقد استطاعت الكاميرا في هذا الهاتف أن تجمع ما بين كل مميزات الكاميرات المزدوجة، فهي تأتي مع خاصية التقريب البصري 3x أو الـ Zoom الذي يسمح لها بتقريب الصور لمسافات كبيرة، ويأتي كذلك مع كاميرا أساسية بدقة 20 ميجابكسل لالتقاط الصور الملونة والصور الشخصية، بالإضافة لوجود كاميرا ثالثة أحادية اللون تستطيع جمع الكثير من التفاصيل في الصور.

وبحسب الشائعات المتناثرة هنا وهناك، فقد تشهد الفترة القادمة وصول نماذج أخرى كثيرة للهواتف ذات الكاميرات الثلاثية، ويتوقع البعض أن تدخل ابل قريبًا في هذه الموجة مع أحدث هواتفها المنتظرة من مجموعة iPhone الذي قد يأتي بثلاث عدسات في الكاميرا تقوم كل منهم بمهمة مختلفة عن العدستين الأخرتين، فنحن متشوقون جدًا لرؤية الشركات الأخرى وتعاملها مع هذه التقنية الجديدة، ونتوقع حدوث عدد من التطورات السريعة في وقت قليل جدًا لكاميرات الهواتف الذكية، كما أننا نتوقع دخول سامسونج وال جي في سباق الكاميرات هذا قريبًا جدًا.

كتبت- ميّ نور.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.