كتب: خالد عاصم
بين الحين والأخر تثير Apple الجدل عن دون قصد وبطريقة غير مباشرة لا تتعلق بالإعلانات والكشوف الجديدة عن هواتفها وأجهزتها، وخاصة مع دول الاتحاد الأوروبي التي تطالب ابل كل فترة بإجراء بعض التغييرات أو اتباع بعض القواعد على أجهزتها، وأبرز تلك المطالبات التي ارتفعت خلال السنوات الماضية، هي المطالبة بتخلي ابل عن منفذ Lightning المستخدم في شحن هواتفها للاعتماد على منفذ USB Type-C، وهو ما قامت به ابل بالفعل في هواتفها الأخيرة iPhone 15 بعدما اعتمدت على منفذ Lightning لسنوات طويلة شملت العديد من هواتف ايفون الناجحة مثل iPhone 11 وiPhone 12 وiPhone 13 وiPhone 14 بكافة هواتفها.
ولكن الجدل الذي أثير أخيرًا لم يكن على المستوى ذاته بل على مستوى أخطر ويتعارض مع صحة وسلامة المستخدم بشكل مباشر، فمنذ أيام قليلة أعلنت الحكومة الفرنسية عن قرارها بمنع Apple من بيع هاتف iPhone 12 على أراضيها وفي أسواقها بسبب مستوى انبعاث الموجات الكهرومغناطيسية للهاتف.
فطبقًا للحكومة الفرنسية، قامت الوكالة الفرنسية الوطنية للترددات National Frequency Agency أو (ANFR) اختصارًا، بقياس مستوى ما يعرف باسم Specific Absorption Rate (SAR) وهو مستوى انبعاث الموجات الكهرومغناطيسية من الأجهزة وتحديد المستوى المسموح الذي يمكن للبشر التعاون معه، وتم قياس هذا المستوى على هاتف iPhone 12 لتكتشف الوكالة أن الهاتف يقوم بإنتاج موجات كهرومغناطيسية أعلى من الحد المسموح به، لذا قررت الوكالة فرض حظر بيع الهاتف في الأسواق فورًا.
وكانت قد قامت لشركة باختبار 141 هاتف للكشف عن مستوى SAR فيها، وتضمن تلك الهواتف هاتف iPhone 12 الذي تم طرحه منذ ثلاث سنوات، واكتشفت الوكالة أن الهاتف عند وضعه في الجيب يقوم بإنتاج موجات كهرومغناطيسية بمعدل 5.74 وات لكل كيلو جرام، بينما المستوى المسوح به طبقًا للقياس الأوروبي هو 4.0 وات لكل كيلو جرام، بينم كان المستوى في المعدل المسموح به وهو 2.0 وات لكل كيلو جرام في الاختبار الثاني وهو إبعاد الهاتف عن جسم المستخدم بحوالي 5 مم.
وفي تصريح للوكالة قالت أنه على شركة ابل اتباع كافة لطرق الممكنة لحل تلك المشكلة في سرع وقت ممكن، وإلا سيتم إجبارها على سحب كافة النسخ المباعة أو التي لا تزال متوفرة على الأراضي الفرنسية. وفي تصريح لجريدة لو باريزيان الفرنسية، قال وزير الاقتصاد الرقمي الفرنسي، جان نويل بارو، أن الحكومة الفرنسية ستقوم بإرسال النتائج والبيانات التي وصلت إليها وكالة ANFR إلى باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن معدلات SAR التي تعتمدها الوكالة هي ذاتها المحددة بواسطة الاتحاد الأوروبي لحماية المستخدمين من مخاطر الإصابة بالسرطان.
وقال بارو أنه على ابل أن تقوم سريعًا بتوفير تحديث لهاتف iPhone 12 لحل تلك المشكلة، وحذر من أن تلك المشكلة قد يكون لها تأثر كرة الثلج على ابل في حالة توسع هذا القرار ليشمل كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ولكن الواقع الفعلي يقوم أن ابل قد باعت بالفعل ملايين النسخ من هذا الهاتف منذ طرحه في سبتمبر 2020، كما أن مجموعة هواتف iPhone 12 قد توقفت بالفعل بعد وصول هواتف iPhone 15 الجديد، مما يعني ان تلك الخطوة قد لا تؤثر على مبيعات ابل بشكل مباشر وإن كانت بالطبع ستؤثر على سمعتها وعلى ثقة مستخدميها خاصة ممن يملكون هاتف iPhone 12 بالفعل.
وفي رد فعل سريع من ابل، أكدت الشركة أنها تعمل على تحديث للهاتف للقضاء على تلك المشكلة وسيصل لهاتف iPhone 12 بأسرع وقت ممكن، مؤكدة على أن عملها على هذا التحديث لملاقاة متطلبات الوكالة الفرنسية والتي طالبت بها حكومات أوروبية أخرى أيضًا، مؤكدة في الوقت نفسه على أن الأمر لا يؤثر على صحة المستخدم. وحتى تلك اللحظة لا نعرف متى سيصل هذا التحديث إلى الهاتف ولا نعرف مدة تأثير هذا التحديث على حل تلك المشكلة.