كيف أثر وسيؤثر فيروس كورونا المستجد على صناعة الهواتف الذكية عالميًا

كتب: خالد عاصم
من مدينة ووهان الصينية ظهر فيروس كورونا المستجد لتنطلق معه حالة طوارئ كبرى ليس فقط على الصعيد الصيني ولكن أيضًا على الصعيد العالمي وخاصة بعد أن بدأ الفيروس في الانتشار عالميًا وفي عدد ليس بالقليل من الدول حول العالم لتبلغ أعداد المصابين الآلاف ويتهدد العالم وباء جديد تستعد له المؤسسات الطبية في مختلف الدول بكل ما تمتلك من قوة بشرية وتقنية أيضاً.
لا يتوقف تأثير الفيروسات المعدية والوبائية مثل كورونا المستجد على المستوى الفردي فقط الذي يتهدد صحة الإنسان، بل إن تبعات هذه الفيروسات تنتشر لتشمل العديد من القطاعات الأخرى وأبرزها القطاع الاقتصادي والصناعي والذي تمتد أثاره على المستوى الفوري الآني وعلى مستوى المدى البعيد أيضًا.
نظرًا لأن الصين هي بؤرة فيروس كورونا المستجد فإن أبرز القطاعات التي ستتعرض للضرر هي قطاع تطوير وصناعة الهواتف الذكية وهو الضرر الذي لن يلقي بظلاله فقط على شركات الهواتف الذكية الصينية بل انعكاساته الصلبية ستصيب العديد من الشركات الأخرى وصولًا لشركات الولايات المتحدة الأمريكية كما سنعرف من خلال هذا التقرير.
كيف أثر فيروس كورونا على صناعة الهواتف الذكية
أول تأثيرات فيروس كورونا الواضحة والمتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على صناعة الهواتف الذكية هو مدى التأثر الذي ستعانيه المبيعات في السوق الصيني والذي يعد السوق الأكبر عالميًا بجوار السوق الهندي، فطبيعة احتواء فيروس كورونا المستجد تعتمد على العزل وعدم الاختلاط إلا في أضيق الحدود، وهو ما يعني أن مبيعات الهواتف الذكية ستتأثر بشكل كبير.
طبقًا للتقارير التي تناولت هذا الأمر، من المتوقع أن تنخفض مبيعات الهواتف الذكية في السوق الصينية انخفاضًا واضحًا والذي سيؤثر على مستوى مبيعات الشركات الذكية في الربع الأول من العام الجديد، وهو ما لا يطال الشركات الصينية فقط بل يطال أيضًا شركات عالمية أخرى مثل ابل وجوجل واللتان قررتا إغلاق متاجرهما في الأسواق الصينية وهو ما سيؤثر بالطبع على مبيعات هواتف iPhone 11 التي ساهمت بشكل كبير في تحسن أداء ابل خلال الربع الرابع من عام 2019.

من ناحية أخرى تتوقع التقارير الإحصائية أن قدرة الشركات الصينية على توريد الهواتف عالميًا ومحليًا ستنخفض بواقع 2 بالمائة على المستوى العالمي و5 بالمائة على المستوى المحلي وخاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها شركات مثل Xiaomi وHuawei للحد من مدى انتشار الفيروس، وهو ما لن يؤثر فقط على الاقتصاد الصيني بل سيكون له تأثيرات أبعد من ذلك تصل إلى السوقين الياباني والأمريكي على سبيل المثال.
تعتمد شركة ابل على شركة Foxconn الشهيرة في صناعة هواتفها، وهي الشركة التي تقع مصانعها ومقرها الرئيسي في الصين، وكانت قد قررت الشركة مد فترة الإجازات الخاصة بالاحتفال برأس السنة الصينية إلى العاشر من فبراير بحيث يعود اليوم تحديدًا إلى مواقعهم في المصانع والمقر الرئيسي، ولكن موظفو الشركة تفاجؤوا برسالة من الشركة تطلب منهم الانتظار في منازلهم وعدم العودة إلى مواقعهم حتى إشعار آخر.

توقعت عدة تقارير أن تقوم هذه القرارات من Foxconn بتعطيل عملية صناعة هاتف ابل المرتقب iPhone 9 أو iPhone SE 2 خلف هاتف iPhone SE والمتوقع أن يتم الكشف عنه في مارس، إلا أن ابل وFoxconn أكدا أن هذه القرارات لن تؤثر على صناعة الهاتف ووصوله في وقته سواء على مستوى الإعلان الرسمي عن الهاتف والمتوقع في مارس المقبل أو طرحه في الأسواق.
من ناحية أخرى قررت شركتي LG وZTE الانسحاب من فعاليات مؤتمر MWC 2020 المقرر انطلاقه في برشلونة الإسبانية قبل نهاية هذا الشهر، وكان من المتوقع أن تقوم LG بالإعلان عن هاتف LG V60 ThinQ من بين مجموعة هواتف أخرى خلال فعاليات المؤتمر، ولكنها قد رأت أن القرار الصائب حاليًا هو الابتعاد عن التجمعات الضخمة التي قد تضر موظفيها.

على صعيد آخر، انتشرت تقارير أخرى تشير إلى أن ملحقات هواتف Samsung Galaxy S20 المرتقب الإعلان عنها في الحادي عشر من فبراير الجاري ستتأخر عن مواعدها المقررة نظرًا لاعتمادها على مصنعين صينيين، ومن المعروف أن سامسونج تعتمد بشكل رئيسي على الشركات والمصانع الصينية في صناعة ملحقات هواتفها المختلفة سواء الرائدة مثل Samsung Galaxy Note10 Plus أو المتوسطة مثل Samsung Galaxy A71 أو حتى الاقتصادية مثل Samsung Galaxy A10s.
من هنا نكون قد كونا صورة ولو أولية أو مبسطة حول الأضرار التي سيتسبب فيها فيروس كورونا المستجد على مستوى صناعة ومبيعات الهواتف الذكية، ونتمنى أن ينتهي كابوس هذا الخطر قريبًا وأن يعود العالم إلى حالة الأمان والاستقرار الذي ترغب فيه كافة شعوب العالم.