كتب: خالد عاصم
في مفاجأة غير متوقعة، تمكنت Huawei من تحقيق ما لم يكن يتوقعه أحد ليس فقط بحفاظها على تقدمها على Apple ولكن أيضًا بتخطيها لشركة Samsung لتصبح الشركة الأولى على مستوى العالم من حيث الحصة السوقية العالمية لشهر إبريل على الأقل، على الرغم من التضييق الشديد الذي لا تزال تمارسه الحكومة الأمريكية على الشركات الصينية وعلى رأسها العملاق الصيني Huawei.
وتعتبر تلك هي المرة الأولى التي تتمكن فيها Huawei من اعتلاء قمة أكثر الشركات استحواذًا على الحصة السوقية في العالم لفترة معينة، والمرة الأولى بالطبع التي تتراجع فيه شركة Samsung للمركز الثاني من سنوات وخاصة أمام الجار الصيني والذي يعتبر حاليًا المنافس المباشر للشركة الكورية الجنوبية.
وظهرت هذه الأخبار الجديدة بواسطة فريق الأبحاث السوقية التابع لشركة Counterpoint الشهيرة المتخصصة في الإحصائيات السوقية، وقد تم نشر نتائج هذ البحث الجديد للمرة الأولى عبر الموقع الصيني Gizmochina والذي أكد أن فريق البحث المذكور قد توصل إلى نتيجة إحصائية تفيد بان Huawei قد تمكنت من الاستحواذ على نسبة سوقية تبلغ 19 بالمائة لمدة شهر كامل على الأقل لتحتل المركز الأول مع تراجع Samsung للمركز الثاني باستحواذها على نسبة سوقية تبلغ 17 بالمائة.
المفاجئ في هذه الأخبار المبشرة بالنسبة للعملاق الصيني هو أنها تأتي في ظر التضييق الكبير الي تعانيه Huawei من قبل الحكومة والشركات الأمريكية وعلى رأسها جوجل التي لا تزال تمنع هواوي من استخدام خدماتها وتطبيقاتها منذ منتصف العام الماضي وهو ما ألقى بظلاله على مختلف هواتف الشركة الصينية وخاصة الرائدة منها بداية من Huawei Mate 30 Pro العام الماضي وصولًا إلى Huawei P40 Pro الذي تم الكشف عنه منذ أسابيع.
على الرغم من أن المقاطعة بين شركتي هواوي وجوجل قد أثرت على مبيعات الأولى في الأسواق الأوروبية وبالطبع الأسواق الأمريكية التي اختفت منها هواتف الشركة الصينية، إلا أن سيطرة الشركة على السوق المحلي ازدادت إحكامًا وقوة خلال الشهور الماضية، لتتمكن هواوي من الاستحواذ على المزيد من النسبة السوقية في مقابل هواتف الشركات الصينية الأخرى والتي تمتاز بهواتف رائعة وقوية ومنخفضة السعر مثل Xiaomi Mi 10 من Xiaomi وOppo Find X2 Pro من Oppo وهي الهواتف التي حققت مبيعات قوية ولكنها لم تكن كافية لزحزحة هواوي من على القمة.
السبب الآخر في استعادة هواوي لعافيتها قبل باقي الشركات هو نفسه السبب في انخفاض مبيعاتها قبل باقي الشركات وهو انتشار فيروس كورونا المستجد المتسبب في المرض المعروف باسم كوفيد-19، فلقد عادت الشركة للإنتاج والتصنيع قبل غيرها من الشركات نظرًا لانخفاض معدل الإصابات في الصين قبل غيرها من دول العالم، ولذلك كما انخفضت مبيعات هواوي قبل الجميع، بدأت في استعادة قوة مبيعاتها أيضًا قبل الجميع.
جدير بالذكر أن رئيس القطاع الاستهلاكي لشركة هواوي، ريتشارد يو، قد أعلن منذ أربع سنوات أن هدف العملاق الصيني هو الوصول إلى المركز الأول على مستوى الحصص السوقية العالمية في غضون خمس سنوات، ويبدو ان الشركة تعمل بالفعل على تحقيق هدفها بخطى ثابتة، فالعام الماضي وعلى الرغم من بداية الأزمة الأمريكية الصينية، تمكنت هواوي من إزاحة ابل لتتمكن من احتلال المركز الثاني لتبدأ في تهديد موقع سامسونج بشكل مباشر، وربما لو تكن قد تفاقمت الازمة بين هواوي والشركات الأمريكية لكانت تمكنت من الاستحواذ على المركز الأول مبكرًا وبقوة، ويبدو أن بشائر تحقيق هذا الهدف قد بدأت في الظهور بالفعل، فهل ستتمكن هواوي من الحفاظ على هذا المركز طويلًا، أم أن سامسونج لديها خططها للعودة إلى مركزها المفضل مرة أخرى؟