دليلك لفهم عدسات كاميرات الهواتف الذكية المختلفة


كتب: خالد عاصم
سابقًا، لم تكن الكاميرا من بين العناصر التي تنال اهتمام مطوري الهواتف المحمولة، ولكن مع بزوغ عصر الهواتف الذكية، ازداد الاهتمام بكاميرات الهواتف، حتى أصبحت الآن من بين العناصر الأساسية التي قد ترجح اختيارك لهاتف بعينه على الآخر، وكلما اهتم المستخدم بقوة كاميرا الهاتف، كلما اهتمت الشركات بتطويرها، حتى وصلنا من الهواتف ذات العدسة الواحدة ذات الإمكانيات المحدودة إلى الهواتف ذات العدسات المتعددة التي اقتربت إلى حد كبير من قدرات الكاميرات الرقمية الاحترافية.
ومع تعدد عدسات كاميرات الهواتف الذكية، وصول كل عدسة من تلك العدسات على اسم ووظيفة مستقلة، ربما يقع المستخدم في حالة من الحيرة، وخاصة هؤلاء المستخدمون الذين لا يمتلكون خبرة سابقة بالتصوير وعناصره المختلفة، ولذلك قد تقوم بشراء هاتف متعدد العدسات، لتقع في حيرة استخدام تلك العدسات في السيناريو المنسب لها، ولهذا نقدم لك هذا المقال الذي سنساعدك فيه على الفهم الأساسي لأنواع عدسات كاميرات الهواتف الذكية.
دليلك لفهم عدسات كاميرات الهواتف الذكية
تتكون كل كاميرا من عنصرين أساسيين، العدسة التي تقوم بتوجيه الضوء، والمستشعر الذي يقوم بالتقاط هذا الضوء، وكلا العنصران لهما تأثير على جودة الصورة النهاية، ويحتاج فهم المستشعرات لمقال منفصل ربما نقوم بنشره لاحقًا، أما فهم العدسات فستتعرفون عليه من خلال تلك السطور المقبلة.
العدسة العريضة Wide Lens
دليلك لفهم عدسات كاميرات الهواتف الذكية المختلفة
العدسة العريضة هي ما نصفه بالعدسة الرئيسية وهي العدسة الأساسية لكل كاميرا في أي هاتف، سواء كانت الكاميرات الخلفية أو الكاميرا الأمامية، وهي العدسة التي تهتم الشركات بتزويدها بأقوى وأفضل تقنياتها خاصة في الهواتف الرائدة بالطبع، وقد تمكنت العديد من الهواتف من دعم تلك العدسات بإمكانيات أكثر من رائعة، مثل هواتف Samsung Galaxy S22 Ultra أو Xiaomi 12 Pro وبالطبع هواتف iPhone وأبرزها iPhone 13 Pro Max.
وتستخدم هذه العدسة في التصوير الرئيسي في مختلف السيناريوهات الطبيعية، وتحديدًا في حالة تصوير المناظر الطبيعية أو الصور الجماعية، وتمتاز تلك العدسات بانها الأفضل على مستوى التصوير الليلي سواء بالشكل الطبيعي أو بتفعيل خاصية الوضع الليلي، خاصة وأنها دومًا ما تكون هي الأوسع على مستوى الفتحة.
العدسة بالغة العرض Ultra-Wide Lens
دليلك لفهم عدسات كاميرات الهواتف الذكية المختلفة
هي العدسة الثانية الأكثر شيوعًا من بين مختلف عدسات الهواتف الذكية، وتختلف تلك العدسة عن العدسة الرئيسية العريضة من حيث زاوية الرؤية أو حقل الرؤية Field of View أو FOV اختصارًا، فلكل عدسة زاوية رؤية تمثل المساحة التي يمكنها التقاطها في الصورة، وفي حالة العدسة بالغة العرض تتسع تلك الزاوية، فبينما تتراوح زاوية رؤية العدسات العريضة ما بين 79 إلى 80 درجة، تتراوح زاوية العدسة بلغة العرض ما بين 117 درجة إلى 123 درجة.
ويتم استخدام تلك العدسة في حالة الرغبة في ضم أكبر قدر ممكن من المساحة داخل الصورة، وغالبًا ما يتم استخدامها في حالات التقاط الصور الجماعية التي تتضمن عدد أكبر مما يمكن أن تلتقطه العدسة العريضة العادية، ولكن لتلك العدسة عيوب واضحة وأبرزها هو التشوش الذي تعاني منه عدسات تلك العدسة في الأطراف والحواف المحيطة بها، ولا تعد أيضًا من بين العدسات الرائدة حاليًا، فعلى سيل المثال يتفوق هاتف iPhone 13 Pro عن هاتف iPhone 13 بالعدسة المقربة لا بالغة العرض الموجودة في الهاتف الثاني بشكل طبيعي، كما تتوفر حتى في أغلب الهواتف الاقتصادية والمتوسطة.
العدسة المقربة Telephoto Lens
دليلك لفهم عدسات كاميرات الهواتف الذكية المختلفة
العدسة الثالثة وواحدة من العدسات التي تميز الهواتف الذكية المتميزة مثل OnePlus 10 Pro وXiaomi Mi 11 Ultra، هي العدسة المقربة. فبينما تقوم العدسة العريضة الأساسية بالتقريب اعتمادًا على تقنيات رقمية تؤثر على جودة الصورة مع زيادة معدلات التقريب، بدأت الحاجة لتصوير عدسة يمكنها التقريب دون فقدان تلك الجودة، ومن هنا جاءت العدسات المقربة.
فالعدسات المقربة وبفضل تكوينها من مجموعة من العناصر المختلفة، يمكنها التقريب البصري بمعدلات مختلفة تختلف باختلاف الهواتف، وتمتاز تلك العدسات بزاوية رؤية أضيق من غيرها من العدسات الأخر، وهي تمثل محاكاة للعدسات المقربة في الكاميرا الرقمية الاحترافية ولكن دون الاعتماد على عنصر متحركة كما في تلك العدسات، ولكن بالاعتماد على تكوين معين للعناصر الداخلية المكونة للعدسة.
كما تستخدم العدسات المقربة أيضًا في إنتاج تأثير البوكيه أو البورتريه، ولذلك لا تتضمن الهواتف التي تعتمد على تلك العدسات على مستشعر مخصص للبورتريه، وتقوم تلك العدسات بإنتاج هذا التأثير من خلال جمع بيانات العدستين الأساسية والمقربة، ليقوم الهاتف من خلالها بالتفرقة ما بين مقدمة وما بين خلفية الصورة، ليقوم بتمويه الخلفية وزيادة إيضاح المقدمة.
وتتراوح قدرة التقريب في العدسات المقربة ما بين 2x كحد أدني وتصل إلى 10x أحيانًا، كما طورت العدسات البريسكوبية الجديدة مفهوم التقريب إلى مستويات رائعة، وبالدمج بين أكثر من عدسة مقربة وبدمجها أيضًا بالتقريب الرقمي، يمكن أن تصل الهواتف إلى معدلات تقريب قياسية مع فقدان بسيط للغاية للتفاصيل والجودة.
عدسة الماكرو Macro Lens
دليلك لفهم عدسات كاميرات الهواتف الذكية المختلفة
وهي العدسة التي بدأت في انتشارها الواسع خلال السنوات القليلة الماضية، وتعمل تلك العدسة على التقاط الصور المقربة للغاية من الكاميرا حتى يمكنها أن تصل إلى قرب 4 سم، وهي تمثل أيضًا محاكاة لنوع من عدسات الكاميرات الاحترافية التي تمتاز بشكلها الغريب عن العدسات المعتادة، ولكن بفضل تكوين هذا المستشعر أصبح من الممكن تحقيق تلك المحاكاة لإنتاج تلك الصور التي تشتهر حاليًا عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وتجدر الإشارة إلى أن بعض الهواتف تعتمد على العدسة بالغة العرض في محاكاة أداة عدسة الماكرو.
مستشعر العمق Depth Sensor
وهو المستشعر الذي يقوم بما يمثله اسمه، فهدف هذا المستشعر الرئيسي هو التعرف على عمق الصورة التي تنظر إليها الكاميرا الأساسية، فمن خلال هذا المستشعر يتم جمع بيانات عمق الصورة، ليتمكن الهاتف من تحديد المقدمة والخلفية وبالتالي يمكنه إنتاج تأثير بورتريه احترافي، كما يمكن استخدامه أيضًا في تحسين أداء الهاتف على مستوى تقنية الواضع المعزز سواء عبر الكاميرا الأمامية أو الخلفية، وكما ذكرنا سابقًا تعتمد بعض الهواتف على العدسة المقربة في الغرض ذاته.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.