جوجل تعلن الحرب على هواوي والخاسر هو المستخدم
- اخبار الموبايلات
- أضيف منذ 60 سنين
- التعليقات : 1
في تطور جديد للحرب الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية بين أمريكا والصين، أعلنت عملاقة الأندرويد الأمريكية Google عن وقف خدمات الدعم الفني لهواتف Huawei التي تأتي الآن في المركز الثاني (بعد Samsung الكورية الجنوبية وقبل Apple الأمريكية) كأكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية على مستوى العالم، وهو ما سيؤدي لوقف تحديثات النظام لهواتف هواوي الحالية بالأسواق، بالإضافة إلى وقف صلاحية الشركة الصينية على استخدام نظام الأندرويد لأجهزتها الجديدة، فما هي أسباب القرار وتوابعه على الشركة الصينية ومستخدميها، تابعوا معنا.
جذور الأزمة
جاء القرار المُتوقع بعد إدراج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشركة الصينية على قائمة الشركات التي يُحظر التعامل معها في الولايات المتحدة ما لم يصدر لها تصريح بذلك، وهو ما جعل جوجل تمتثل للقرار وتقوم بتطبيقه، فالخلاف بين الشركة الصينية والحكومة الأمريكية لم يكن وليد اللحظة، فالحكومة الأمريكية سبق وحذرت مواطنيها من شراء هواتف Huawei بحجة استخدامها لبعض تقنيات التجسس، فالحرب السياسية والاقتصادية للسيطرة على أسواق العالم كانت مشتعلة منذ عدة سنوات بعد تنامي قوة الصين التكنولوجية والإنتاجية بشكل ملحوظ قد يؤثر على المصالح الأمريكية.
وجدير بالذكر أن وصول تقنيات الجيل الخامس من الاتصالات 5G كان من أحد أهم الأسباب أيضًا لبدء الحرب الدولية على الشركة الصينية التي كانت تسعى لأن تكون من مزودي خدمات شبكات الجيل الخامس في العديد من بلدان العالم، وهو ما رفضته دول الـ Five Eyes وهي شبكة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة الأمريكية و 4 دول أخرى متحالفة معها، حيث حظرت استراليا بالفعل شركتي Huawei و ZTE من تزويد شركات اتصالاتها بالمعدات اللازمة لشبكات الـ 5G، كما منعت نيوزيلندا الشركة الصينية من تزويد شركات الاتصالات لديها بمعدات الـ 5G، لكنها لم تستبعد جميع عقود الـ 5G للشركة بالكامل، وهو ما قد تستقر عليه المملكة المتحدة البريطانية وكندا أيضًا في هذه المسألة، مما يفتح أبواب الأسواق في الشرق الأوسط وإفريقيا على مصراعيها أمام الشركة الصينية التي حصلت بالفعل على 10 عقود مؤكدة تستطيع من خلالها المساهمة في دخول شبكات الجيل الخامس في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ما هو الضرر الواقع على المستخدم من القرار؟
سيكون لمستخدمي هواوي الحاليين الحق في تحديث التطبيقات على هواتفهم الذكية والوصول إلى إصلاحات الأمان وتحديث خدمات متجر Google Play، إلا أنهم قد لا يحصلون على إصدار الأندرويد القادم Android Q، وهو ما يعني توقف حصول هذه الأجهزة على الدعم بمرور الوقت، كما أن أجهزة هواوي القادمة قد لا تأتي مع تطبيقات مهمة مثل Youtube و Google Maps، وحتى الآن لم يتضح لنا تمامًا مدى سوء الموقف، إلا أن هواوي لا يزال بإمكانها استخدام نظام الأندرويد من خلال التراخيص مفتوحة المصدر المتاحة له.
كيف ستتعامل هواوي مع القرار؟
في أول تعليق له منذ وضع الشركة على قائمة الحظر التجارية الأمريكية، صرح الرئيس التنفيذي لشركة هواوي، السيد رين تشنغفي لوسائل الإعلام اليابانية أن الشركة بالفعل قد استعدت لهذه الخطوة، فالشركة العملاقة التي تبلغ قيمتها نحو 67 مليار دولار في كل عام تعمل جاهدة الآن على تطوير البدائل الخاصة بها، وهو ما سمعنا عنه من قبل حول نية هواوي في إطلاق نظام تشغيلي جديد خاص بها ينافس الأندرويد والـ iOS.
اقرأ أيضًا: Huawei تختبر نظامًا بديلًا للأندرويد
وتواجه هواوي الآن ردود أفعال مختلفة نتيجة اتهامها بالتواطئ مع الحكومة الصينية للتجسس على المستخدمين، إلا أنها تنفي حدوث ذلك بشدة، وهذه المخاطر بالطبع هي أهم دافع لدى الشركة في تطوير ذاتها والتحكم بمصيرها، فهي تعمل الآن على تطوير النظام التشغيلي الجديد بنفس الطريقة التي عملت فيها من قبل على تطوير شرائح المعالجة الخاصة بها Kirin بدلًا من استخدام شرائح المعالجة من الشركة الأمريكية Qualcomm.
وفي النهاية، تقع كل هذه الخسائر الآن على المستخدم الذي لا يملك صوتًا في هذه الحرب، فهل ستعلن هواوي عن نهاية الأزمة قريبًا؟ وهل هناك نية في اللجوء للقوانين الدولية لحماية المستهلك؟ أعتقد أنها خطوة بعيدة المنال في هذا الصراع.
كتبت- ميّ نور.