باحثون: تقنية جديدة ستمكنك من شحن هاتفك الذكي في ثوانٍ فقط


في ظل التنافس بين شركات الهواتف الذكية في مواصفات أجهزتها الجديدة، يكون من بين تلك المواصفات التنافسية، بطارية الهاتف، التي شهدت منافسة كبيرة ليس فقط في السعة، ولكن بإضافة ميزات الشحن السريع إليها، فكما يريد المستخدم سعة كبيرة تدعم عمل هاتفه لفترة أطول، فهو أيضًا لا يريد الانتظار طويلًا إلى جوار هاتفه كي يحصل على كفاية بطاريته من الكهرباء، لكن يبدو أن هذا الأمر سيشهد ثورة كبيرة، لأنك ستتمكن من شحن بطارية هاتفك في غضون ثوانٍ فقط.
قام باحثون بتطوير تقنية جديدة قادرة على تحسين قدرة التخزين لأجهزة حفظ الطاقة أو ما يعرف بالمكثفات الفائقة، وقال الباحثون إن التقنية الجديدة قادرة على مضاعفة كمية الطاقة الكهربية التي يمكن أن تتحملها أجهزة الشحن السريع، ما يمهد الطريق لاستخدامها بشكل لا نهائي في أجهزة الهواتف الذكية أو أجهزة الحاسوب المحمول، أو السيارات الكهربائية.

يقول مايكل بوب، الأستاذ بجامعة ووترلو في كندا، إنهم يحققون تقدمًا هائلًا في نتائج مساحات التخزين في المكثفات الفائقة للطاقة، مضيفًا "كلما تمكنا من جعل تلك المكثفات أكثر تكثيفًا كلما استطعنا البدء في استبدالها بالبطاريات الموجودة".
وتعد المكثفات الفائقة للطاقة هي بديل واعد، وآمن للبطاريات التقليدية، مع ميزات أكثر منها زيادة معدل الأمان والقدرة على الاعتماد عليها، بالإضافة إلى توفير سرعة أكبر في عملية الشحن، وعلى الرغم من ذلك ولأن تلك المكثفات ما زالت قيد الاختبار والتخزين، فإن معدل الطلب عليها قليل جدًا، إذ أنها ما زالت قليلة في سعة تخزينها.
وبزيادة مساحات تلك المكثفات الكهربية الفائقة، يمكن أن يسهل صناعتها بشكلٍ أصغر وأخف وزنًا، ما يمكننا من استبدالها بالبطاريات التقليدية المتواجدة في الأسواق والأجهزة حاليًا، ويؤكد الباحثون أنه على المدى القريب، يمكن للمكثفات الفائقة التي يتم تطويرها أن تحل محل البطاريات الحمضية العادية التي يتم استخدامها في السيارات.
ويقول الباحثون أنه على الرغم من أنه لا يمكن الوصول إلى السعة التخزينية الكاملة للبطاريات، إلا أن المكثفات الفائقة، لديها القدرة على تشغيل الأجهزة الإلكترونية كبيرة الاستهلاك، بشكل سهل ومريح، وإنه إذا تم تسويقها بشكلٍ جيد، فإننا سنرى العديد منها في أشكال مختلفة في حياتنا اليومية.

ويبدو أن الباحثين يستهدفون تطوير آليات الشحن على أصعدة عدة، إذ أن زملاء لباحثي ووترلو، في جامعة واشنطن، قاموا بتطوير نموذج اولي من هاتف ثوري، يستهلك حوالي 2 أو 3 ميكرووات فقط، ويعمل عند وجوده في مجال محطة أرضية لإرسال موجات الراديو، ما يمكنه من اكتساب الطاقة الكافية لإجراء مكالمة هاتفية او استقبال أخرى.

ويعتمد الهاتف على آلية مبتكرة تستمد الطاقة من إشارات الضوء والراديو المحيطة، عبر خلية دقيقة، لا يتخطى حجمها بوصاتٍ قليلة، ويعتمد النموذج الأولي على تقنية التناظرية بدلا من القدرات الرقمية للتواصل، نظرا إلى حاجة الهواتف المحمولة لكمية كبيرة من الطاقة للأخيرة، لذا فإن القدرة على التواصل باستخدام التكنولوجيا التناظرية، يعتبر أكثر كفاءة في مجال استهلاك الطاقة، غير أن المكالمة الهاتفية عبر الهاتف الجديد، قد تكون ضعيفة الاستقبال، ولكنها تعمل بشكل لا بأس به.
ولصعوبة إرسال واستقبال الإشارات عن طريق الهاتف في نفس الوقت، يقوم المستخدم بالضغط على زر معين للتحدث إلى المتصل، ثم ترك الزر لانتظار الرد من الطرف الآخر، في تقنية أشبه بجهاز اللاسلكي الذي يعمل بنفس التقنية ولكن عن طريق مدى قصير، غير أن الباحثون طوروا تلك الفكرة بشكل يمتد إلى مسافات بعيدة.

ويؤكد المختصون أن الهاتف الجديد يشكل خطوة أولى لتطوير آخر لا يحتاج إلى بطارية بشكل كامل، ويعمل دون أي محطات مرفقة، ويعتمد فقط على الطاقة الموجودة في الضوء وإشارات الراديو، وقد تمكن الباحثون من إجراء واستقبال مكالمات صوتية من خلال الهاتف، ويسعون إلى تطوير قدراته لتشمل إضافة شاشة وتوفير ميزة مكالمات الفيديو.

كتب- أحمد سليمان



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.