مع تطور قدرات شواحن الموبايلات: هل انقضى عصر الباور بانك


كتب: خالد عاصم
مع بداية عصر الهواتف الذكية بدأ التطور الكبير الذي لا زلنا نجني ثماره حتى اليوم، ولكن هذا التطوير واجه تحديات كبرى أبرزها ما يتعلق بأداء البطاريات، فبعد أن كانت بطارية الهاتف يمكن أن تعمل لأيام متواصلة دون الحاجة لشحنها، وصل الحد إلى عملها لساعات معدودة مع ظهور أول هواتف iPhone على الإطلاق والذي كانت بطاريته تعمل لأربع ساعات فقط من التشغيل المستمر للشاشة.
ومن هنا بدأت الشركات المطورة للهواتف الذكية في مواجهة هذا التحدي الأضخم وهو كيف يمكن الاستمرار في تطوير الهواتف وزيادة قطر الشاشات ورفع إمكانيات الهاتف مع تقديم أفضل أداء ممكن للبطارية، فكما هو معلوم فكل عنصر مهما كان بسيط في الهاتف الذكي، يقوم باستهلاك نصيبه من بطارية الهاتف، وكلما ارتفعت إمكانيات الهاتف كلا زادت حاجته للطاقة، وهنا جاء دور شركات الطرف الثالث التي بدأت في التفكير في إيجاد ما يسد حاجة المستخدم بإمداده بما يوفر الطاقة المناسبة لاستخدام الهاتف لوقت أطول.
مع تطور قدرات شواحن الموبايلات: هل انقضى عصر الباور بانك
للعمل على مواجهة هذا التحدي عملت الشركات المصنعة للهواتف وشركات الطرف الثالث على عدة مستويات، ففي البداية قدمت العديد من الشركات هواتف ببطارية قابلة للإزالة والتغيير مع طرح بطاريات إضافية في الأسواق، وهو ما انتهي مع تطور الهواتف الذكية فيما بعد خلال السنوات الماضية، أما العمل الأهم فكان في تطوير البطاريات نفسها وتطوير تقنياتها وقدراتها لتمكينها من استيعاب قدر أكبر من الطاقة داخل مساحة مناسبة للوضع داخل الهاتف، وهذا بالطبع قبل أن يبدأ عصر زيادة سرعة الشحن.
أما شركات الطرف الثالث فأخرت للنور الجرابات ذات البطاريات، وقد كان هذا الابتكار عبارة عن جراب عادي يتضمن بطارية يمكن توصيلها بالهاتف عبر منفذ الشحن لإمداد الهاتف بطاقة إضافية، وقد كان هذا الابتكار الذي وجه بشكل رئيسي لهواتف iPhone، بداية لعصر ما عرف باسم بنوك الطاقة أو Power Banks.
بدأ عصر الباور بنك واستمر في التطور ليقدم وسيلة قد تمثل حلًا قويًا لمشكلة سعة البطاريات، فمن خلال الباور بنك المناسب ذو السعة الكبيرة، ستتمكن من شحن هاتفك لمرتين أو ثلاث أو ربما أكثر دون الحاجة لتوفر شاحن أو مكان للشحن، وقد مثل هذا الحل العبقري طوق نجاة لمن يستخدمون هاتفهم كثيرًا خارج المنزل أو في أماكن لا تتوفر فيها مقابس لشحن الهاتف.
مع تطور قدرات شواحن الموبايلات: هل انقضى عصر الباور بانك
وفي الوقت الذي تطورت فيه أجهزة الباور بنك من حيث زيادة سعتها ودمج تصميمها وتحسين شكلها، وأيضا رفع إمكانياتها على مستوى سرعة الشحن والانتقال إلى لشحن اللاسلكي أيضا، قدمت الهواتف الذكية أيضًا أسمهما الواضحة في موجهة تلك التحديثات، فالمعالجات المركزية تطورت بحيث صبحت أقل استهلاكًا للطاقة، وتم الاعتماد على شاشات AMOLED التي تمتاز بالميزة ذاتها، والأهم هو أن متوسط سعة البطاريات حاليًا أصبح لا يقل عن 5000 ميللي أمبير في الساعة، ولكن التطور الأكبر كان في سرعة الشحن التي وصلت لمعدلات قياسية لم يكن لأحد تصورها.
فعلى سبيل المثال، هاتف مثل Redmi Note 12 Explorer يدعم تقنية الشحن السريع بقوة 210 وات القادرة على شحن الهاتف بالكامل في 9 دقائق، وفي عشر دقائق يمكن شحن بطارية هاتف iQOO 10 Pro ذو تقنية الشحن بسرعة 200 وات، أما هاتف Nubia Red Magic 7 Pro فيمتاز بتقنية شحن سريع بقوة 135 وات يمكنه شحن الهاتف بالكامل في 18 دقيقة، وهاتف OnePlus 10T يتمتع بتقنية الشحن بقوة 165 وات القدرة على شحن البطارية في 19 دقيقة فقط، اما هاتف Xiaomi 11T Pro فيتمتع بتقنية الشحن السريع بقوة 120 وات ويمكنها شحن البطارية بالكامل في 21 دقيقة فقط وهكذا.
مع تطور قدرات شواحن الموبايلات: هل انقضى عصر الباور بانك
فهل يؤدي تطور تقنيات الشحن السريع وتوفر أماكن للشحن في كل مكان تقريبًا، ينذر بنهاية عصر الباور بنك؟
الحقيقة أن هذا الأمر قد أثر بالفعل على سوق الباور بنك وضرورة استخدامه، ولكنه لن يوقف استخدامه بشكل كامل أو يمنه استمرارية انتشاره، فالمواصلات العامة في مصر على سبيل المثال لا تتضمن أماكن للشحن، كما أن الشواطئ وعدد من الأماكن المفتوحة أو الرحلات البحرية وغيرها من أوجه المغامرات لا تتضمن أماكن للشحن، ناهيك عن تطور البور بنك ليشمل إمكانية شحن العديد من الأجهزة في وقت واحد وهو ما يوفر كثير من الوقت والمجهود على المستخدم.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.