قررت شركة "جوجل" العالمية مؤخرًا البدء في اختبار تطبيق جديد يقدم للمستخدمين خدمات البحث عبر الإنترنت وفي نفس الوقت لا يقوم باستهلاك عدد كبير من بيانات شبكة الإنترنت مع تقديم خدمة بجودة أفضل وسرعة أعلى. ووفقًا للتقارير الأخيرة الصادرة من أحد العاملين بـ "أندرويد" في 16 أغسطس الجاري، فإنهم قد رصدوا أول ظهور للتطبيق مؤخرًا في أحد إعلانات الفيسبوك في إندونيسيا، ويقوم الإعلان بدعوة المستخدمين لتجربة التطبيق الجديد. وبعد ذلك قام هؤلاء المستخدمين في تجربة التطبيق الجديد، والذي يسمى "Search Lite"، ويمكننا تسميته من الناحية العملية باسم "تطبيق البحث التجريبي" والذي يبدو أنه يستهدف نوعًا من المستهلكين في الدول الآسيوية النامية الآن.
وبحسب ما ذُكر في التقرير، فمع النظر إلى التطبيقات خفيفة الوزن التي بدأت في الظهور مؤخرًا فإن هذا التطبيق الخفيف للبحث قد يبدو متفوقًا عليهم، فهو بالفعل يمكنه معالجة الأوامر بشكل أسرع مع استهلاك قدر بسيط من بيانات شبكة الإنترنت، وبالتالي فهو يستغرق وقتًا أقل بكثير لإنهاء المهام. وبحسب ما ورد في التقرير، فهو لم يذكر ما إذا تم تقليل حجم التطبيق أم لا، ولكن ينبغي من الناحية الفنية أن يستحوذ التطبيق على مساحة أقل في ذاكرة الهاتف عند التثبيت، بالإضافة لمساحة قليلة على ذاكرة الوصول العشوائية (الرام) عند الاستخدام.
ويبدو أمامنا أن الواجهة الداخلية لتطبيق "Google Search Lite" الخفيف مختلفة تمامًا عن واجهة التطبيق العادي عند بدء تشغيله، فهو يحرص على وضع أيقونات للوصول السريع في الواجهة إلى خيارات مثل الأخبار، والطقس، والبحث عن طريق الصور، والأماكن القريبة، والصفحات المرجعية، والترجمة، والصفحات المحفوظة التي تعمل مع عدم وجود الإنترنت، كما لفت انتباهنا إلى وجود أيقونة "التخصيص" في هذه القائمة، ولذا فيبدو أن التطبيق الجديد يتيح ميزة التعديل في الخيارات المعروضة في القائمة الرئيسية.
وتمامًا كتطبيق البحث العادي من جوجل، فإن هذا التطبيق الجديد يدعم خدمات البحث الصوتي والبحث النصي، بالإضافة لوجود شريط البحث في أسفل الواجهة الرئيسية مما يسهل الوصول إليه بشكل أسرع، كما أنه يعمل على اقتراح الكلمات المفتاحية عند إجراء البحث، ويوفر الخيارات لاستخدام متصفح الويب الداخلي الخفيف دون اللجوء للمتصفح الافتراضي للجهاز، وبالتالي فهو يعمل على فتح صفحات الويب الخفيفة أيضًا، وكلاهما لا يقومان باستهلاك بيانات شبكة الإنترنت بشكل كبير عند استخدام التطبيق. ولكن بحسب ما تم ذكره في تقرير الأندرويد أنهم غير متأكدين تمامًا ما إذا كان التطبيق يدعم متصفح داخلي خاص به، أم أنه يقوم باستخدام علامات تبويب كروم المخصصة.
ويبدو أن هذا التطبيق قد صمم خصيصًا للمستخدمين في الدول النامية والتي تفتقر إلى البنية التحتية القوية في شبكات الإنترنت، وذلك على غرار تطبيق "يوتيوب جو" الذي تم طرحه سابقًا في هذا العام وساعد المستخدمين على استهلاك بيانات أقل للإنترنت من خلال خيارات حفظ مقاطع الفيديو أثناء الاتصال بشبكة الواي فاي ورؤيتها لاحقًا عند عدم الاتصال بشبكة الإنترنت، بجانب إمكانية مشاركتها عبر البلوتوث.
وحاليًا لا توجد لدينا أية معلومات عن نوايا جوجل فيما بعد حول هذا التطبيق، فهو ما زال في المراحل الأولى من التطوير، وما زال متاحًا فقط بعدد محدود من اللغات، ولكن من المرجح أنه سيصل إلينا في الوطن العربي ومصر قريبًا باللغة العربية.
ونظرًا لسياسة جوجل التسويقية، فهي تحرص دائمًا على إتاحة معظم خدماتها وتطبيقاتها في كل مناطق العالم لتصل إلى أكبر قدر من المستخدمين، ولذلك فعلى ما يبدو أن هناك إمكانية لإتاحة هذا التطبيق حتى في دول أوروبا وشمال أمريكا، لمن يرغبون في الحصول على باقات محدودة للإنترنت، أو لمن يفضلون استخدام تطبيقات بسيطة وسريعة على هواتفهم.
وإن كنت ترغب في تجربة التطبيق بنفسك فيمكنك الحصول عليه من هنا باللغة الانجليزية، ويقال أنها متاحة عند اختيارك للغة الـ "Bahasa Indonesia".